حكت لي قريبتي، وهي من كبار السن، قصة طريفة، جعلتني “افطس” على نفسي من الضحك، وأحببت مشاركتكم القصة واضحككم معي.
تقول قريبتي كان ياما كان فى سالف العصر والأوان، كان لها خالة ، شقيقة والدتها -رحمهن الله- عندما كانت خالتها طفلة يبلغ عمرها خمس سنوات، كانت تسير في الشارع مع أختها التي تكبرها ببضع سنوات، كنّ في طريقهن إلى بيت قريبة لهن، وكان وقتها تمر في الشارع فرقة الموسيقى العسكرية السعودية، وهم يستعرضون على إيقاعات الطبول ومجموعة متنوعة من الآلات الإيقاعية والموسيقية ، في بعض الشوارع بمكة المكرمة، حيث كانت الفرقة الموسيقية العسكرية في ذلك الزمان تقدم الاستعراضات العسكرية في الميدان في المناسبات الخاصة.
وقفت تلك الطفلة – التي هي خالة قريبتي- تتفرج هي وأختها مع الناس على العرض العسكري، وفي زحمة الناس تاهت عن اختها، وعندما كان الناس يسألون الطفلة عن اسمها تقول لهم أن اسمها “سعدان بنت أبو وردان”
هذه الطفلة اسمها سعدو، أما سعدان هو القرد، وأبو وردان هو الصرصور أبو شنابات مرعب البنات، وليس لقب الطفلة، ويسمى صرصور أو بنت وردان، وبعض أهل مكة يسمون الصرصور أبو شنب، أبو وردان.
كان والد تلك الطفلة دائماً يقول لها ممازحاً يا سعدان يا بنت أبو وردان، حتى اعتقدت أن ذلك هو اسمها، لذلك عندما كانت تائهة، وسألها الناس عن اسمها من أجل البحث عن والدها وإعادتها له، قالت لهم أن اسمها “سعدان بنت أبو وردان”.
ومن حسن الحظ، أن عامل البقالة عرف الطفلة وعرف أباها ومنزله، والحمدلله عادت سعدان بنت ابو وردان إلى منزلها سالمة، وحفظت اسمها الثلاثي الحقيقي، وكان ذلك الموقف درساً لوالدها، ومن يومها لم يناديها يا سعدان يا بنت أبو وردان.
ماجستير في الخدمة الاجتماعية
اسعدك الله يااستاذ عبد الرحمن فأنت دائماً مصدراً للسعاده والإلهام شكرا على الاسلوب الجميل الشيق