في البدء اسمح لي عزيزي القارئ، أن استرجع معك ذكريات النشاطات المدرسية، التي كانت مفعلة في مدارسنا في الفترة الماضية، و بالأخص لعبة البالونات، التي كان يربطها معلمو النشاط، بخيوط حول قدم عدد من التلامذة المشاركين في الدور، و بكل أسف يتم مكافأة المتنافس الذي حافظ على أكبر عدد من البالونات سليمة من التلف، دون النظر في الآلية أو المنهج الذي سلكه، إذ ربما أن ذلك التلميذ استخدم أسلوب غير لائق، في التنافسية التي شرعها النظام، و قد يكون انفراده بالمحافظة على ذلك العدد من البالونات، جاء نتيجة عدائية استخدمها بإتلاف بالونات زملائه المشاركين في اللعبة، و هنا بيت القصيد، بما يعيدني إلى مدير مدرسة حرص على متابعة الدور الذي قام به كل التلاميذ المشاركين في اللعبة، و المفاجأة أنه في ختامها، استدعى أحد المشاركين، مع أنه لم يكن محتفظاً بسلامة العدد الكبير من البالونات، أسوة بزميله الآخر المفاخر بنفسه بأنانية، لمحافظته على العدد الأكبر، مخالفاً بالمتعارف عليه لدى معدي الأنشطة المدرسية لدينا، إذ أوضح مدير المدرسة السبب في إكرامه للمتسابق الأقل، باعتبار أنه كان حريصاً على الحفاظ على بالوناته من التلف، دون العمل على إتلاف بالونات زملائه المشاركين في اللعبة، و هنا تصدق التنافسية المشروعة و التي يجدر بجميع الشركات إتباعها، بمنهجية تتلاقى و ما أقره ديننا الإسلامي الحنيف، و في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَحاسَدوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بيع بعض، وكُونوا عبادَ اللهِ إخوانًا..)، و بالعودة إلى تنافسية الشركات التي تغلب فيها مصلحة راحة طالب الخدمة، بما يزيد حرص القائمين على تلك الشركات، بالعمل على تجويد الخدمات، آخذين في الإعتبار أن عزيزي طالب الخدمة قد خرج من ذلك الصندوق، الذي فرضته اللوائح السابقة، بما جعله يتحرك في مساحات قد لا تتوافق مع تطلعاته، و الخدمات التي ترتقي إلى رغباته و من في معيته، الحديث يطول عن مسرح كبير من الأجدر أن تسقط فيه المصالح الخاصة، إلى رحاب أوسع، مضمونه تنافس شريف أقرته اللوائح، الحريصة على راحة عزيزي طالب الخدمة، ليهنأ في رحاب أوسع، أنفقت عليها قيادتنا السعودية بسخاء شهد له العالم أجمع، و في الختام لا يفوتني شكر صاحب قرار فتح المنافسة بين الشركات، لهدف سامٍ نتاجه بعون الله تعالي، ربيع شاهد و مشهود، سائلاً الله تعالى أن يقدمنا إلى موسم خير و بركة، #بسلام_آمنين_مطمئنين
0