إنما يجري في السودان من عُنف جراء الحرب المستمرة هناك قد يُقضي على آمال الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والرخاء الذي ينشدونه للخروج من الأزمات الداخلية والخارجية، إن هذه الحرب ساهمت في ازدياد وتفاقم معاناة الشعب السوداني، وهم في الأصل يعانون من قبل والهدن تتوالى بين أطراف النزاع.
لقد أُزهقت أرواح السودانيين في حربٍ لا ناقة لهم بها ولا جمل، والحل يكمن في الحوار بين الطرفين السودانيين المتحاربين من أجل إيقاف إراقة المزيد من الدماء في هذا البلد العربي المسلم؛ ولأن الكل في هذه الحرب لخاسر، والخاسر الأكبر هو السودان وشعبه؛ ولذا على المتحاربين أن يغلبوا مصلحة الوطن ويستمعوا إلى النداءات الصادقة من أجل وقف دائم لإطلاق النار، والبدء بحوارٍ بنَّاء يسهم في حل كل كافة مشاكل السودان.
لقد كانت المملكة العربية السعودية سبَّاقة في أول يوم للحرب بمناشدة الأطراف المتنازعة في السودان الشقيق من خلال إيقاف الحرب، والتوجه نحو الحوار، وتغليب الحكمة في حل الخلافات بينهم.
أيضًا، ساهمت المملكة العربية السعودية في جهود كبيرة من أجل التوسط بين طرفي الصراع لإيجاد حلول وإيقاف إطلاق النار مما نتج عنه التوصل إلى اتفاقيات هدن إنسانية؛ ليتمكن السودانيون من تدبير حوائجهم من مأكل ومشرب والخروج من منازلهم وفتح الأسواق للتبضع، إنه موقف إنساني سعت فيه المملكة العربية السعودية من أجل تحقيقه وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وعودة الأمور إلى طبيعتها في السودان الشقيق ويعود الأمن والاستقرار، إنه مطلب سعودي وعربي وإسلامي.
حفظ الله مملكتنا الحبيبة التي تهتم بشؤون العرب والمسلمين، وبارك في ولاة أمرها، وحفظ الله بلاد المسلمين، والله ولي التوفيق.