النساء هن النساء أجمل ما خلق الله على الأرض والمرأة نصف المجتمع، وهي النصف المكمل للرجل خلق الله سبحانه آدم -عليه السلام-، ولم يتركه وحيدًا بل خلق نصفه الآخر أمنا حواء ليكونا نواة البشرية على سطح الأرض، وجاء الإسلام ليحفظ حقوقها ويكرمها؛ فجعل الأم أولى بالصحبة ثلاث مرات مقابل مرة واحدة للأب، وأصبحت المرأة في الدنيا هي الأم والأخت والزوجة والبنت، وعلى الرجل تكريمها في كل مواقع قربها منه، وعليه حمايتها وتعزيز جانبها.
ولذلك قال الشاعر المصري الكبير حافظ إبراهيم -رحمه الله-:
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
وقال شوبنهاور الفيلسوف الألماني:
“المرأة تؤدي ما فرض عليها في الحياة، لا بما تنجز من الأعمال بل بما تقاسي من الأوجاع، فعليها مكابدة آلام الحمل والوضع والسهر على الطفل وخدمة الرجل الذي ينبغي أن تكون له رفيقًا صابرًا مؤنسًا.
وقال أيضًا: لقد ركب في غريزة النساء ما يجعلهن صالحات لحضانة الإنسان طفًلا، ويُكن به معلمات صباه ورفيقات أيامه الأولى، ذلك لأنهن كالصغار، صبيانيات الأميال، خفيفات الأحلام، قصيرات النظر، وأنهن لا يفتأن لاهيات، فلا تزال المرأة طفلة كبيرة الجسم في كل أدوار حياتها.
وهناك من يرى أن شوبنهاور ما ظلمهن، فهن كما قال لا يخرجن من طور الطفولة أبدًا، ولهن في كل دور من أدوار الحياة ألاعيب وفلسفة تناسب ذلك الدور، فهن أبدًا صغيرات وإن شيبت بأجسامهن الأعوام.
والنساء شقائق الرجال، الله خلق الرجال والنساء جنسين مختلفين يكملان بعضهما البعض، مختلفان من حيث دور كل واحد منهما في الحياة.
والمرأة أحيانًا عواطفها تغلب عقلها بعكس الرجل الذي غالبًا عقله يتفوق على عواطفه، لذلك تسيطر عواطف المرأة على سلوكها أكثر من عقلها، فتنجرف خلف عواطفها، فلا تتبيَّن الأخطاء إلا بعد حدوثها في بعض الأحيان، وهذا لا يعمم على كل النساء، فمن النساء من تستطيع توازن بين عقلها وعواطفها، وبالتالي تتبيَّن الأخطاء قبل الوقوع فيها.
وقد يخدع بعض الرجال النساء ويوقعهن في حبائله بمعسول الكلام؛ لذلك يقول عباس محمود العقاد “هناك رجل من زمرة اسميها قرود النساء، لا هو بالغني الوسيم ولا بالغني الكريم، ولكنه ذو حظوة عند المرأة، ذلك رجل سبر طباعها، وخبر تقلبات أهوائها، فعرف ما يضحكها ويعجبها، وما يسرها ويحببها، فيتلاعب بعواطفها، يأتيها من جانب غرورها اليوم، ومن جانب غيرتها غدا، ومن جانب مشتهياتها وهواجسها مرة أخرى، فتستملح عشرته، وتستطيب حديثه.
وما أقرب ما بين الحب والاستحسان في قلوب النساء، وإنا لنسمع عن نفور زوجات العلماء والعقلاء من أزواجهن وتبرمهن بعشرتهم، وما لذلك من سبب إلا أنهم لا يتنزلون إلى إرضاء صغائر المرأة، ولا يحسنون ما يحسنه هؤلاء القرود.
ويقول الكاتب محمد الرطيان المرأة من الطفولة تعرف كيف تكون الأم، أما الرجل فمن الممكن أن يمضي به العمر، ويملأ البيت بالأبناء.. ولا يعرف كيف يكون الأب والأمومة إحساسًا يُولد مع المرأة، والأبوة هو شيء يتعلمه الرجل مع مرور الوقت، ويرى أن كل النساء أمهات حتى التي لم تنجب.
- تربوي متقاعد
جميل جدا 🤝