المقالات

في مفهوم نبل الإنسان

ترد إليه بعض المقاطع عبر الوسائط الرقمية تم تصويرها من خلال برنامج إعلامي في جمهورية مصر العربية عن طريق بعض القنوات الإعلامية، وهو برنامج متميز تتبناه إحدى المؤسسات تحت عنوان: (مبادرة حياة كريمة)، وهي مبادرة مجتمعية تسعى نحو جبر الخواطر؛ وخصوصًا لمن هم يستحقون هذا المعنى؛ نظرًا لأوضاعهم المادية وهم بهذه الثنائية (جبر الخواطر) التي تعكس واقع نبل الإنسان وتفانيه من أجل العطاء ليمسحوا عنهم مواجع الألم ومعاناة الحياة، البرنامج يمتد بعطائه؛ ليعزز في الناس روح الأمل ومبادئ الإيثار وفضيلة السخاء، ويُحضّر له بشكل جيد، ويعد له “سيناريو معين”؛ ليكوّن المشهد النبيل وعطاء الإنسان الكريم تلك المشاهد التي تخلد فينا الذكرى وتترك لنا جميل الأثر، في موسيقى البرنامج حنين وعاطفة، وترصد كل وقائعه بتلك الموسيقى التصويرية التي تنساب في أعماقنا بصوت خِصب مفعم بالعطاء الإنساني، وهو يدوي في أنفسنا بتدفق عاطفي مثير، وهو يردد بصوت شجي مقترن بكل المعاني الإنسانية.

فرّح الناس البسيطة ،،، يعتدل شكل الخريطة
خيط يجر وخير يمر ،،، أنت فيها بطل الحكاية

ومن هنا يتجلى لنا وبكل وضوح أن ما دام الأمل، لا يزال الخير، والخير باقٍ في الأمة، البرامج يقف خلفه ثلة من العاملين الذين نذروا جُلّ أوقاتهم بحضورهم النافل من أجل رسم البسمة على وجوهٍ مُجهدة حد العناء لكنها تمتلئ بالأمل والإيمان، والأجمل هو عطاؤها في الحياة من أجل حياة كريمة لا سيما وهي تغدو مع أول بزوغ للشروق وتتوشح برداء الدعوة (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، وهي مُفعمة بالقناعة والرضاء تكتفي بقوت يومها دون جشع أو طمع، وترضى بما قسم الله لها وهي تركض في رحلة الحياة دون جزع أو ضجر، تقف على الكفاف وحتى دونه، إلى حد إنها تتناسب مع قوانين الطبيعة والحياة، وهي تقف على شرفة الحياة بمحبة تفوق الوصف وإنسانية تتجلى في إنسانية الإنسان، لا تحمل هم الغد؛ لأنها ستكون كما هي عليه في سابق يومها، مع الله، وتقف على بابه، فرزق الله آتٍ لا محالة، والجميل فيهم لا يخطر ببالهم صور الاكتناز ومفاهيم الادخار، وهي بهذا المنهج الزاهد تلهمنا بصور كثيرة، قد يكون في أولها تلك النذر المخيفة والمفجعة (ذوقوا بما كنزتم).
إن من يُشاهد تلك المقاطع التي تتكرر مع شخصيات مختلفة ولشخصيات مختارة بعناية من الجنسين، وفي انتقاء متفاوت من بين الأعمار شيبًا وشبابًا، ويختار البرنامج الأشد حاجة والأكثر عوزًا، وأنت تشاهد تلك المقاطع تلمس فيها معاني الإيثار والتخلي عن علائق الدنيا وإنسان ما دون الملائكي، يدرج بين الناس ذلك هو الجمال الذي تتجلى فيه الروح السامية والأنفس الطاهرة تبذل بسخاء وتتخفى في العطاء وهم على مبدأ (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) عندها تدرك تمامًا أن الغِنى هو غِنى النفس، وأن الإنسان لا يستحق أن يوصف بالنبل إلا بعطائه فالصفات العظيمة لا يستحقها إلا العظماء، فمن تؤثر على نفسه وينكر ذاته ويتفانى لغيره هو الإنسان العظيم، والجمال كل الجمال وأنت تتأمل في كل شخصية ترد في البرنامج تعيش معها تفاصيل الإنسان في معناه الحقيقي، وتقرأ في كل حركاته وملامح وجهه عناوين كثيرة لا تنتهي مفعمة بالصدق والتلقائية والعفوية وحب الخير للغير، حتى إنك لا تستطيع أن تشرح صفاتها وتعجز للوصول إلى معانيها، ونقصر عنها في الحديث عنما نريده من الكلام.

– ماجستير في الأدب والنقد

عوضه علي الدوسي

 ماجستير في الادب والنقد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى