المقالات

لا تعليق…نعملُ بصمت: دروس وعبر من الإنجازات والأمنيات لجامعتي الشرق والغرب

تحدث معالي الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- عن أهمية التحدث بصراحة ومكاشفة الآخرين، وشدد الدكتور على أن المصارحة والمكاشفة يمكن أن تؤدي إلى جعل العلاقات أكثر صدقًا وثقة بين الجهات المختلفة، وهو ما يشجع على بناء بيئات إيجابية وصحية. كما دعا الدكتور غازي جميع المجتمعات إلى التفكير بجدية في بناء بيئات تشجع على المكاشفة والمصارحة، وتعزز ثقافة الشفافية والمساءلة، وذلك لتحسين العلاقات بين الأفراد، وتحقيق التقدم والنمو الشامل.

الجامعات السعودية حققت مشاريع وبرامج أكاديمية متميزة، ولكن بعضها يواجه الكثير من التحديات لتحسين بيئة التعليم، ولإنشاء مؤسسات تعليمية قوية ومتميزة بفاعلية تركيزها على التحديث والمناهج سيؤدي لنتائج إيجابية للطلاب والمجتمع لتحقيق رؤية 2030. من هنا، يتعيَّن على الجامعات تركيز جهودها على تحسين بيئة التعليم وتوفير الدعم اللازم لإنشاء مؤسسات تعليمية قوية ومتميزة، وذلك عن طريق تحديث البنية التحتية وتوفير التكنولوجيا اللازمة وتطوير المناهج الدراسية بمرجعيات علمية؛ لتحقيق العديد من النتائج الإيجابية للطلاب والمجتمع، وتحقيق رؤية المملكة 2030.

فمثلًا جامعة في الشرق تزخر بالعديد من الإنجازات الرائعة في السنوات الخمس الماضية، فمثلًا الترتيب الأوَّل على مستوى الجامعات العربية في التصنيف الأكاديمي، كما تصدرت المرتبة 216 عالميًا وحصلت على المركز 17 في عدد البراءات المسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية. وبأثر رجعي أردف مدير الجامعة بأن القادة المبدعين هم جنود الجامعة، في حين ينظر إلى القادة الذين لا يطالبون بالتمويل والإمكانيات على أنهم قادة غير مبدعين ومحدودي الأفق. ومع هذه الإنجازات الرائعة، تركز الجامعة بشكل دائم على توفير بيئة تعليمية متفردة، تصمم خصيصًا لتمكين الطلاب وتمكينهم من تصميم طرق ذات معنى لهم، والتركيز على الأساسيات في التعليم وتحفيز الطلاب على التركيز على النجاح التعليمي وتحقيق أهدافهم. وبشعارها الذي يعبر عن هدفها “نعمل بصمت وأعمالنا تتحدث عنا”، فإن جامعة الشرق تعمل جاهدة لتوفير بيئة تعليمية محفزة ومثيرة، لمساعدة الطلاب على النجاح، وهو ما جعلها واحدة من أفضل الجامعات في العالم.
بينما تبدو جامعة ناشئة في الغربية مؤسسة طموحة ومبتكرة، لكن الواقع يختلف تمامًا. فقد فشلت المشاريع التي تم الإعلان عنها وتوجت بها كمشروع العربة الذكية للطعام، والذي غطي في برنامج الإعلامي أحمد الشقيري، وأضف إلى ذلك مجال تركيز الجامعة في اللوجستيات، ومازالت الجامعة تواصل البحث عن مجالات جديدة للإعلان عنها، مثل: الأكاديمية الخاصة بالدروز، والوادي اللوجيستي مع الافتقار على توفر البنية التحتية وتوفر الخبرات والموارد اللازمة لتحقيق النجاح.
وقال القصيبي في وصيته: “يجب أن يكون لدينا أمل بالله سبحانه وتعالى ثم إيمان وثقة بأنفسنا بوطننا وشبابنا”. وتابع: “لا تنسوا أبدًا هذه منطقة البيت الحرام ومكة المكرمة من هنا انطلق آلاف ونشر الحضارة في ثلاثة أرباع العالم نحن أبناؤهم وأحفادهم هذه الجدوى لم تمت لا ينسى أحد منكم هذا الإرث التاريخي”. وأضاف: “نحن لسنا حضارة هامشية ولا حضارة فرعية ولا حضارة في غابات الأمازون مع احترامي لهم، نحن أمة ظلت لمدة أكثر من 800 سنة تقود العالم في كل شيء في الفكر والعلم والتقنية، مرت علينا أوضاع والدنيا هبوطًا وصعودًا، ولكننا لدينا القدرة والأمل في أن نعود كما كنا”. واستشهد “القصيبي” في وصيته بمقولة للأمير خالد الفيصل: “مكاننا الطبيعي في الصف الأوَّل من العالم”.
يجب أن نتذكر أن النجاح لا يأتي بالإعلانات وحدها، بل يتطلب العمل الجاد والتركيز على تطوير الموارد البشرية والتكنولوجية اللازمة، وفي هذا الصدد، يمكننا أن نستوحي الدرس من قصة الأديب غازي القصيبي وتفانيه في خدمة المجتمع وحبه لوطنه، والذي يجب أن يكون مصدر إلهام للشباب والمؤسسات في بلادنا، ويجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية أن تركز جهودها على تطوير الكفاءات والخبرات وتوفير الموارد اللازمة لتحقيق النجاح في المجالات التي تختارها.

ريم فالح

كاتبة اجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى