ان الزائر لمجمعات إرادة للصحة النفسية، والبالغ عددها اثنا عشر مجمع موزعة في مختلف مناطق المملكة، والتي تقدم خدماتها العلاجية لمتعاطي المخدرات بالمجان، وغيرها من مراكز العلاج الخاصة بمقابل، سوف يشاهد في تلك المجمعات والمراكز برامج علاجية هادفة ومتنوعة منها: الديني والنفسي والاجتماعي والتأهيلي والترفيهي والرياضي، والعلاج بالعمل، وغيرها من الأنشطة سواءً داخل تلك الأماكن أو خارجها وسيدرك أن من الأهداف والرسائل التي يريد القائمون على تلك المجمعات والمراكز العلاجية إيصالها للمدمن وتدريبه عليها، هو ارتيادها في المجتمع الخارجي بعد انتهاء علاجه بالمستشفى ويعود إلى مجتمعه لممارسة حياته الطبيعية، وأن هذه الأماكن العلاجية والبرامج الهادفة في المجمعات والمراكز العلاجية ، كانت عبارة عن صورة مصغرة من الحياة الطبيعية الجميلة، التي يوجد بها بديل عن المخدرات وإدمانها وما يترتب عليها من أضرار صحية ونفسية واجتماعية وأمنية، فالمخدرات التي يلجأ إليها المدمن للترويح -الوهمي-عن نفسه، يوجد لها بدائل ترويحية في الحياة فبدلاً من ارتياد الغُرز والبارات والخرابات والأوكار ودورات المياه ومخالطة رفقاء السوء لتعاطي السموم يمكنه ارتياد البحر والحدائق والمنتزهات والصالات الرياضية والسفر إلى الأماكن الطبيعية حيث المطر والثلوج والغيوم والضباب والطيور والاستجمام والاسترخاء عندها، ومخالطة الأصدقاء الطيبين لقضاء أوقات جميلة بمعيتهم والاستمتاع بقضاء الأوقات السعيدة مع الوالدين والإخوان والأخوات والزوجة والأبناء والأقارب وممارسة الهوايات المحببة له وكذلك ارتياد المساجد، والصلاة .
ان جميع مراجعي مجمعات ومراكز علاج إدمان المخدرات بأنواعها عندما دخلوا المستشفى كانوا في أسوأ حال، وبعد العلاج والتعافي غادروا المستشفى وهم في أحسن حال، وشعروا بالراحة، وتحسنت حالتهم الصحية والنفسية والاجتماعية وتمنوا لو أنهم راجعوا المستشفى من السابق.
ولكن الإشكالية هي عندما لا يلتزم المتعافي بالخطة العلاجية بعد خروجه من المستشفى فيوقف الدواء من تلقاء نفسه، ويترك الصلاة، والقرآن، والعبادات الأخرى، ولا يشغل أوقات فراغه بالبرامج العلاجية التي تدرب عليها في المستشفى، ويعيد الكرة مرة أخرى ويقترب من مثيرات الانتكاسة، فيفكر في الكيف الوهمي والنشوة الوهمية المؤقته، طبيعي ستكون النتيجة المتوقعة هي الانتكاسة مرة ومرات أخرى على المخدرات، ويعود إلى أصحاب السوء وإلى أماكن الفساد والتعاطي، وإلى المروج، وإلى الضغوط النفسية والاجتماعية، ويصبح المنتكس كأنه داخل دائرة مغلقة يبدأ من نقطة ويعود إلى نفس النقطة مرة أخرى، بمعنى يبدأ بالتعاطي ثم الإدمان ثم العلاج ثم يعود من البداية إلى التعاطي وهكذا في دائرة مغلقة.
والمدمن قد يدركه الموت وهو داخل دائرة التعاطي فيموت كافر لأن الصلاة لن تقبل منه وهو متعاطي وفاقد الوعي، ولأن حكمه كالمنتحر لأن السموم التي يستخدمها قد تؤدي إلى قتله فيعتبر كقاتل نفسه، ويكون خالد مخلد في نار جهنم، قال رسول الله ﷺ: من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يجأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده، يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، وهذا الحديث ثابت في الصحيحين.
وقد يفقد المدمن عقله ويودع داخل المصحات النفسية لسنوات طوال، أو قد يقبض عليه ويلقى خلف القضبان لسنوات طويلة، ويحرم من رؤية والديه وأبنائه، ويحرق قلوبهم عليه، وقد يموت أحدهم وهو داخل السجن لا يدري، وقد لا يتمكن من رؤيته وتوديعه قبل دفنه، لذلك قبل التفكير في التعاطي، فكر أولاً في أضرار تعاطي المخدرات، الدينية، الصحية، والنفسية والعقلية، والأسرية، والاجتماعية، والأمنية.
ان الحل الوحيد حتى يرتاح مدمن المخدرات من معاناة التعاطي والإدمان ومن دوامة المخدرات، هو أن يراجع طوارئ وعيادات مستشفيات إرادة، أو المراكز الأهلية، وبدون تردد، وهم سوف يعطونه برنامج علاجي دوائي، يستخدمه في البيت، وسوف يريحه، وبطريقة تدريجية تحت إشراف الطبيب حتى يتخلص من الإعتمادية العضوية على المخدر، وتعتبر الأدوية المصروفة له من المستشفى آمنة وبديلة للمخدر، وكذلك يساعدونه في حل مشاكله النفسية والاجتماعية وبكل سرية، ويتابع معهم، أما الإعتمادية النفسية على المخدر، ومثيرات الانتكاسة، يمكن التخلص منهما عن طريق تجنب أصحاب السوء، والمواد المخدرة، وأماكن التعاطي، والمشاعر (الحزن الشديد والفرح الشديد)، وتغيير رقم الجوال ومسح أرقام أصحاب السوء من الجوال، وتغيير الحي والعمل إن أمكن، كما أن الدعم الأسري يساعده على الإستمرارية في التعافي.
هل تعلم عندما تصل لدرجة الخشوع في الصلاة يفرز الجسم هرمون الإندروفين والذي يعادل (6) حبات مورفين. هذا الهرمون يعالج (الاكتئاب)! ويكفي قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: أرحنا بها يا بلال.
كل الشكر لحملة مكافحة المخدرات التي أطلقها سمو وزير الدخلية، والتي تهدف -بإذن الله- ثم بحرص من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى تصفير المخدرات في المملكة العربية السعودية، وفق الله حماة الوطن أسود الداخلية، وهدى الله كل ضال ومضل.
مستشار أسري ومعالج إدمان
ABDULRAHMANJ@MOH.GOV.SA
ان جميع مراجعي مجمعات ومراكز علاج إدمان المخدرات بأنواعها عندما دخلوا المستشفى كانوا في أسوأ حال، وبعد العلاج والتعافي غادروا المستشفى وهم في أحسن حال، وشعروا بالراحة، وتحسنت حالتهم الصحية والنفسية والاجتماعية وتمنوا لو أنهم راجعوا المستشفى من السابق.صحت يمينك اباحسن.نفع الله بكم وبعلمكم.