المقالات

من أجل بيئة نقية

تقوم الحياة البشرية على الاستمرارية والدوام، تسير وكأنها سلسلة مترابطة متى فقدت منها حلقة تسببت في خلل يؤثر على استمراريتها، وهذا ما نراه حينما يحدث زيادةً أو نقصانًا في أي جانب من جوانب الحياة، لنشاهد أي ظاهرة طبيعية كالمد والجزر مثلًا، عندما يزداد مداه؛ فإنه سيتسبب في فيضان يؤثر على حياة أهل الساحل.

وقد هيَّأ الله – سبحانه وتعالى- لكل بيئة الظروف المناسبة لها لتعيش فيها براحة واطمئنان، إلا أننا في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع عن بعض الحوادث المؤلمة التي نزعت الأمان من القلوب في البيئة التي خُلقت لتكون مسكنًا للبشر دون غيرهم وأقصد بذلك المدن المأهولة بالبشر، والمكان الطبيعي لعيشهم واستقرارهم، لكن تواجد (الكلاب الضالة) بات شبحًا يُبدد راحتهم، فكم من الأشخاص الذين كانوا يسيرون بأمان في الطرقات تعرَّضوا لهجوم كاسر منها! فانتشار هذه الكلاب يؤكد وجود خلل في التوازن البيئي في المدن مما تسبب في تواجدها غير المألوف بيننا، فلا بد من الوقوف على أسباب انتشارها لحل أمرها.

ولعلي أتطرق هنا أيضًا لما نراه من الانتشار الكبير للقطط ومزاحمتها لنا أثناء جلوسنا في المقاهي المفتوحة وفي المنتزهات وحتى حدائق المنازل أيضًا! موضوع القطط وتواجدها بيننا ليس بالأمر الجديد، ولكنه ازداد للحد الذي يحتاج إلى وقفة لتحسين الوضع والحال؛ فوجودها بيننا أمر لا بد منه، ولا سبيل لطردها من الأماكن المفتوحة، لكن ما نراه من فهم خاطئ لموضوع الإحسان للحيوانات وإطعامها في أماكن جلوسنا وراحتنا جعلها تستأنس أكثر وتتمادى في مزاحمتها لنا!

ومما يشاهد أيضًا ازدياد أعداد الحمام فوق أسطح المنازل وفوق النوافذ؛ وكأنها اتخذت منها مساكن لها بيننا؛ فأفقدتنا راحة العيش النظيف لما تحدثه من فوضى تجعل من يرى المكان يظن أن النظافة لم تمر عليه منذ دهر!

إن إطعام الحيوانات واجب إنساني، وإحسان لها، لكن لنعطِ كل ذي حق حقه، فالحياة جميلة بالتوازن الذي فرضته الطبيعة، فإذا كان القضاء على الكائنات الحية يؤدي إلى اختلال توازن البيئة، فإن زيادة عناصرها في غير بيئتها هو أيضًا اختلال بيئي يؤثر على نقاء البيئة؛ وخاصة على هرمها (الإنسان).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى