في البدء أعترف بأنني كنت متحفظاً على فتح المنافسة بين الشركات المقدمة لخدمات الحجيج، بعد أن كانت محصورة في ست شركات لأربعة عقود، متحولة من العمل الفردي أو العائلي إلى مؤسسات تديرها مجالس إنتخابية متعاقبة، و ما تخللها من نجاحات و بعض إخفاقات يطول الحديث عنها، وقد أبديت تحفظي بصوت منخفض لحوارات دارت بيني و عدد من رؤساء تلك الشركات، و مجمل ما تخوفت منه لمشوار طويل قد يسلكه ممثلو مكاتب شؤون الحجاج و القنصليات التابعة لتلك الدول العربية و الإسلامية، في جولات مكوكية على مقدمي خدماتهم، تلك الجولات التي أقرتها اللائحة التنظيمة، و بشرى معالي الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة، التي صدح بها مؤخراً في مؤتمر و معرض خدمات الحج و العمرة 2023 اكسبو الحج، الذي أقيم في محافظة جدة، بإعلان معاليه فتح المنافسة بين شركات الحج، و فك الإحتكار الذي كان يلزم كل جنسيات الحجيج إلى التعاقد مع شركات تحددها دول القدوم، بما قد يضيق دائرة الإختيار على عزيزي طالب الخدمة، الذي تحرص حكومتنا السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله بعنايته، إلى بذل قصارى جهودها و الإنفاق بسخاء، ليهنأ بأداء نسكه في طمأنينة و رفاهية خدمية، يحددها هو عبر المسار الإلكتروني، الذي أثبت جدارته في حفظ حقوق طالبي الخدمة، بشرائح تتوافق و اقتصادياتهم، بعد أن كان بعضها يتساقط عبر شركات ومتعهدي خدمات وهمية متناثرة حول العالم، و قد تمنيت حينها أن لو سلكت وزارة الحج و العمرة نهج هيئة الإتصالات السعودية، بتحديد سقف التنافسية بما لا يؤثر على قيمة السلعة و الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، و الحديث هنا في نقاشات لم تتجاوز الأيام المحددة لملتقى خدمات الحج آنف الذكر، و ما لبث أن تحول تحفظي إلى إعجاب عشته بعد إرادة الله تعالى و إنضمامي إلى إحدى الشركات التنافسية المستحدثة مؤخراً، إذ التقيت مع نخبة من الزملاء التنفيذيين في الشركة بالعديد من مسؤولي مكاتب شؤون الحجاج والقنصليات، الذين حرصوا على اختيار باقات خدماتهم بما يتناسب و إقتصاديات بلادهم، دون تراخٍ قد يؤثر على مستوى الخدمات المقدمة للضيف الكريم، و بالعودة لمقال سطرته منذ عدة أعوام عنوانه (الحج و العمرة صناعة)، وجب على مقدمي الخدمات أن يضعوا نصب أعينهم ابتغاء مرضاة الله، نحو تجويد الصناعة المقدمة، بما يحقق رغبات ضيوف الرحمن و يرتقي بإقتصادياتنا و الصناعات المحلية الإستهلاكية و غيرها، لا سيما و تعدد الخيارات و توسع المنافسة المتوقع في المواسم التالية، بما يجعلنا جميعاً في تحدٍ كبير لهذا الموسم، لتداخل جنسيات الحجيج فيما بينها في مخيمات المشاعر المقدسة خاصة، مع لزوم تعاون كل الشركات و الجهات الرقابية، و إن جاز لي تسميتهم (بشركاء النجاح المأمول) ، متضامنين فيما بينهم لهدف منشود نجاحه، لا سيما و أن ما قد يطرأ من ملاحظات لا يحتمل أنصاف الحلول أو التأجيل، إذ الساعات و الأيام معدودات في رحلة الحاج كافة و في المشاعر المقدسة خاصة، لأعداد مليونية تهدف كل خطط الخير لتحقيقها، و إن ما يجعلنا متفائلين بالنجاح، قيام وزارة الحج والعمرة ممثلة في جميع قياداتها، بإعداد اللقاءات التعريفية و المشاركة الفعلية بحضورها، للإجابة على أي إستفسارات، بل و التوجيه المباشر بالحلول الناجعة، بما يرفع سقف تفاؤل الجميع لموسم حج ناحج و دور يكتمل بعونه تعالى، ذلك النجاح الذي تسعى إليه حكومتنا السعودية حفظها الله، ممثلة في جميع وزاراتها المدنية والعسكرية، في منظومة واحدة متكاملة لهدف منشود، بخبرات تراكمية يشهد لها العالم أجمع، إبتغاء مرضاته سبحانه ليهنأ ضيوف الرحمن بأداء نسكهم بسلام آمنين..
0