حوار: محمد بربر
أصدرت الكاتبة دعاء زيان مجموعتها القصصية “ربع أنف ونصف أذن”، قبل أيام، لتسلط الضوء على عدد من القضايا المجتمعية، وتناقش هموم المرأة وأحلامها، صحيفة “مكّة” تلتقي بها في السطور التالية:
س: فلنتحدث عن البدايات.. من أنتِ؟
ج: أنا دعاء رضا زيان، أديبة مصرية، معلمة لمادة اللغة الإنجليزية، ومن مواليد العام 1982م، تخرجت في كلية التربية بجامعة المنصورة، في العام 2003م، وبدأت مسيرتي كزجّالة قبل أن أتحول إلى فن القص.
س: هل كانت هناك تجارب واضحة المعالم في عالم الشعر؟
ج: نعم نشرت بعض قصائدي وقصصي القصيرة في صحف ومواقع إلكترونية مختلفة، وكتبت المقال، وتنوعت في العديد من المجالات الأدبية.
س: إصدارك الجديد “ربع أنف ونصف إذن”.. هل كان الأول أم سبقته تجارب مكتملة جرى نشرها؟
ج: المجموعة هي الإصدار الثاني لي، قبلها كانت هناك نوفيلا بعنوان “داخل الهاوية”.
س: دعاء زيان.. انتقالك من الشعر إلى السرد هل كانت حاجة ملحة لكِ ككاتبة؟
ج: بالطبع ملحة للغاية، فالشعر والزجل حالة وجدانية شعورية، بداية عهدي بالكتابة وبعد فترة وجيزة تحولت للسرد، لقد سحبني إلى عالمه عنوة.
س: دعينا نتحدث عن “ربع أنف ونصف أذن”، هل جاء العنوان ضمن المنهج البنيوي للعمل؟
ج: في البداية، توجد قصة بالمجموعة تحمل الاسم نفسه، ولكن يجب أن نتعمق أكثر في القصص لنحدد، فعلى سبيل المثال: الأنف يرمز له في البيئة الشعبية على أنه رمز الفضول، بالعامية المصرية “حاشر مناخيره”، وأيضا يرمز له بالكبر “رافع مناخيره في السما”، فمثلا في قصة مكعب تلج كانت بطلة القصة تجسد الكبر، وفي قصة من شرفتي الخاصة تجسد الفضول
أما الأذن، فللتجسس والتصنت على الآخرين وتقصي أخبارهم، هذا موجود أيضًا في قصص من شرفتي الخاصة، وليس بقط، وعقارب ساعة الحائط وغيرها.
س: هناك نزعة واقعية في معظم قصص المجموعة.. هل كانت النزعة همًا تحمله الكاتبة؟
ج: بالطبع سلطت الضوء على ما يعانيه المجتمع من مشاكل وقضايا شائكة، تعكر صفو الحياة وهناء العيش، لعل وعسى أن تكون جرس إنذار يوقظ غافلا أو يهدى ضالا إلى طريق الفلاح.
س: من التقنيات التي جاءت في المجموعة استخدام المثل الشعبي.. هل كان في سياق الحديث عن مجتمع الراوي؟
ج: المصريون يحبون الأمثال الشعبية، جميعنا نحفظها عن ظهر قلب، لهذا وضعتها داخل كتاباتي كما نتعامل بها في حياتنا اليومية العادية.
س: تعددت الطرائق الفنية في أشكال السرد داخل المجموعة.. لماذا؟
ج: لسببين، أولا أن البقاء علي طريقة واحدة ربما يصيب القاريء بالضجر، وثانيا لأن أذواق القراء وثقافاتهم تختلف لذلك وجب التنويع.
س: كان لديك شغف كبير بالحوار في نصوصك داخل المجموعة.. هل كان ضروريًا بالنسبة لك؟
ج: لا يوجد نص مكتمل إلا بوجود حوار وإلا أصبح أصم لا طعم له، النص ما هو الإ ومضة حياتية وكل ومضة بها أفراد يتفاعلون وتخلق أنت حوارا، تغضب تثور تضحك وتبكي، تصنع مشكلة وتضع لها حلا أو الكثير من الحلول.
س: بعض النصوص كانت بمثابة صرخة احتجاج.. ما القصة؟
ج: كما ذكرت سابقا المجتمع به العديد من القضايا الشائكة ولابد للأدب أن يكون له الدور الفعال في معالجتها عن طريق تسليط الضوء عليها ثم زيادة ثقافة الفرد، ونشر الوعي مثلما كانت تفعل الدراما في عهد سابق، لذلك اتجهت لرصدها.
س: هل هناك عمل أدبي ينشر قريبًا؟
ج: في القريب – بإذن الله – يتم التجهيز لمجموعة قصصية أخرى.