المقالات

من الحياة تعلَّمت!!

الحياة مدرسة تعلَّمت منها الكثير، تعلّمت أن دروسها لا تنتهي، وأنها تمر علينا بأشكال متكررة وهيئات مختلفة وكلما تقدم بنا العمر، يختلف تفاعلنا معها، وندرك مدى أهميتها وتأثيرها.
يجب أن يتخذ كل منا مما تعلمه منها عبرة وعظة، وليتذكر كل واحد منا أن دوام الحال من المحال، وإننا راحلون فما أجمل أن تكون غائبًا حاضرًا على أن تكون حاضرًا غائبًا، وما أعظم من أن تبقى المكانة بعد ذهاب المكان.
الواحد منَّا قد يتعلم الكثير من العلوم، ويحقق أعلى المناصب والدرجات ويحصل على أعلى الشهادات من أرقى المؤسسات الأكاديمية، ولكن تظل دروس الحياة لها الدور الأبرز في تكوين شخصية الفرد وسلوكه وتعامله مع من حوله، وفي النهاية؛ إن ما تقدمه أيدينا هو الذي سيتحدث عنا في نهاية المطاف.
كثير هي الدروس التي تقدمها مدرسة الحياة، منها أن الحياة مراحل، فما تستطيعه الآن ليس بالضرورة أن تقدر على عمله في وقت آخر. من المهم أن تصنع حلمًا من الحياة، وأن تصنع واقعًا من الحلم، ولا يمنع أن يكون حلمك يُلامس السماء بشرط أن تعرف أنك تمشي على الأرض.
تعلمت من الحياة أنه يجب على المرء ألا يحاول أن يكون إنسانًا ناجحًا، إنما يحاول أن يكون إنسانًا له قيمة وبعدها يأتي النجاح تلقائيًا، وإذا لم يجد الإنسان شيئًا في الحياة يموت من أجله، فإنه في الغالب لن يجد شيئًا يعيش من أجله.
وتعلَّمت أيضًا، أنه يجب على الواحد منّا أن يستمع لكل رأي ويحترمه حتى وإن لم يكن مقتنعًا به، وأن مفتاح الفشل هو أن تحاول إرضاء كل شخص تعرفه على حساب ما تؤمن به. إن الحياة بلا هدف لا معنى ولا وجود لها، يجب أن تحترم عقول الناس بدون أن تثق فيها، ومن دروسها أن على الفرد أن يخالط الجميع ويأخذ منهم العبر والدروس؛ لأن كثير من الناس يأتي إلى الحياة ويفارقها دون أن يعرف حقيقة كثير من الناس.
تعلّمت منها أن الأيام تسير بنا إلى المجهول، ولا تتشابه إلا بالمسمى، فمن المحال أن يمر عليك يوم في المستقبل مثل يوم عشته من قبل.
تعلمت من الحياة، أن النجاح له ضريبة، ويحتاج إلى الكثير من الصبر والتحمل والتغافل، والنجاح لا طعم له إذا لم يذق المرء قبله طعم الفشل.
وأهم من ذلك كله، أن تعلم أن الأمور بيد الله، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى