أشكر من الأعماق شكرًا كثيرًا كبيرًا لا حدود له للمملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ ولصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا وللأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة.
تعمّدت أن أكتب مقالي في آخر يوم في موسم العمرة حتى أؤكد للجميع بأنه موسم استثنائي بمعنى الكلمة، وجعل الله كل من ساهم في نجاح هذا الموسم في ميزان حسناته تدخله جنان الرحمن بلا حساب ولا عقاب.
أبدأ مقالتي باقتباس جملة من كلمة قالها الملك سلمان -حفظه الله- في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بمناسبة حلول شهر رمضان: «سائلين الله أن يجعله شهر خير وبركة وسلام»، وبالفعل كان شهر رمضان وموسم العمرة خير وبركة وسلام.
ماذا أنقل لكم من وصف تفصيلي أم بشكل مختصر ووجيز لما شاهدته عيناي وبصمت عليه جوارحي على جهود حثيثة ومباركة وصادقة ومخلصة تبارت فيه الجهات والمؤسسات، وتنافست في كسب رضا عباد الرحمن حتى يرضى عنهم الرحمن، وتألقت في إدارتها لحدث عالمي جلي، وارتقت إلى أعلى درجات التفوق والامتياز النظري والعملي بشهادات لا تحصيها الأوراق ولا أهل الإحصاء، لأنها شهادات ولاّدة وإشادات بنّاءة.
ما شاء الله دوريات من الشرطة النسائية في كل مكان لخدمة ضيوف الرحمن؛ وخاصة النساء والأطفال لجعل أداء مناسك العمرة سهلة والإقامة في مكة بطمأنينة وسكينة وراحة بال، منظر لم أشاهده من قبل.
تراهم وتشهد أمام الله وأمام العالم على جهودهم الخفية والعلنية لخدمة ولراحة المعتمرين والزوار والمصلين، ويتعاونون مع الجهات المختلفة بدور تكاملي احترافي تظن في بداية الأمر أنهم أصحاب خبرة سنين ومهارات مكتسبة من دورات كثيرة لا تتوقف، وفي الحقيقة أنهم لأول مرة يشاركون ولكن حملوا معهم زاد الإخلاص والإتقان والإحسان فتميزوا وتصدروا المشهد وما أروعه من مشهد عند بيت الله الحرام في أطهر بقعة.
لا ننكر كذلك جهود رجال الأمن بمختلف الرتب والمناصب والدرجات والتشكيلات، وهم من سنوات طويلة يعملون ويكدحون ويتنافسون على الارتقاء بأدائهم وعطائهم اللامحدود يتعاملون مع أفواج بشرية مليونية فوق مليونية وأكثر من كل بقاع العالم على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأعراقهم وجنسياتهم ولغاتهم، وإذا أردت أن تعرف معاني الإنسانية ودروسها ما عليك إلا أن توثق لحظات كثيرة لتعامل رجال ونساء تلك الجهات القائمة خدمة زائري بيت الله الحرام مع قاصدي المسجد الحرام، مناظر مشاهد مواقف فيها أسمى معاني الإنسانية والمحبة والرحمة والعطاء، والتآخي والتكاتف، والتسامح والسلام واعذروني لا أستطيع حصرها من كثرتها.
شكرًا لمن هم خلف الكواليس لا نراهم بأعيننا ويراهم ربي ويرضى عليهم؛ لأنهم يعلمون بعيدًا عن أعين الكاميرات والبشر والمدح والثناء والإعجاب، همهم لا مدحهم بل الدعاء لهم بتوفيقهم في أداء أعمالهم، بل بعض منهم يتابعون ما تنقله إليهم تقنية الكاميرات في داخل وخارج المسجد الحرام.
في المؤتمرات العالمية يتم الاتفاق على مجموعة محدودة من اللغات للسماح بالترجمة في المؤتمر الدولى أما في مكة المكرمة أعظم وأضخم تجمع بشري ليس للترجمة حدود لا لغة بل قل عشرات اللغات وتصل للمئات يتفاهمون بها مع زوار بيت الله، وبشكل مجاني لا خدمة ولا رسوم ولا تكلفة إضافية هي لوجه الله ولزوار بيت الله، فهل يوجد في العالم مثيل ذلك لا وألف لا.
خدمات خمس نجوم للمعاقين وكذلك كبار السن تضمن لهم وصولًا سهلًا ومريحًا وآمنًا إلى مواقع كثيرة ومتعددة في أنحاء المسجد الحرام وساحاته، فلا تحاتي ولا تشل هم لأن راحة المعتمرين أهم فكيف إذا كان المعتمرون من أصحاب الحاجات الخاصة وكبار السن؛ فهم عند المملكة أهم وأهم وأهم.