بقلم: الدكتور وائل الصعيدي
خبير مناهج اللغة العربية بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في الصين
إنجازات وإحرازات اليوم هى تخيلات أو أحلام الأمس.
إذا فكرت فى ذلك قليلًا، ونظرت حولك ولاحظت المبانى الشاهقة والبواخر الضخمة والطائرات، وإذا لاحظت الأشياء المحيطة بك مثل : التليفزيون والحاسوب والفاكس وآلات التصوير والراديو تجد أن كل ما تتمتع به اليوم كان فى يوم من الأيام أحلامًا وتخيلات لأشخاص آخرين ، فالأحلام هى نقطة البداية لأى نجاح ، وهى العامل الأساسى لأى إنجاز .(1)
اليوم نتحدث عن صناعة النجاح , وبعيدًا عن عوامل الفشل والمثبطات والضغوط والمنغصات سواء المادية أو النفسية نحاول جاهدين الارتقاء بأنفسنا والصعود بها إلى أعلى المراتب وأفضل الأماكن ونحن فى الطريق نضع أمامنا قول الله تعالى ” وأنتم الأعلون ” وقول النبى ( صلى الله عليه وسلم ) “الله أعلى وأجل” وقول الشاعر :
حمدت الله ربى إذ هدانى إلى الإسلام والدين الحنيف
فيذكره لسانى كل حيـن ويعرفــه فؤادى باللطيــف
ومن هذا المنطلق نقول : الإنسان كرمه الله وأعلاه , وبالخلقة أكرمه وسواه , وإلى طريقه أرشده وهداه , فالإنسان أعلى وأفضل المخلوقات فعليك أن تقول : أنا أفضل بالصلاة وذكر الله أنا أفضل بعملي وشغلي وتربية أولادي تربية صحيحة أنا أفضل باجتهادي في عملي وإتقانه وعدم مجاراة أهل الباطل في باطلهم وأهل الأهواء فى غيهم أنا أصنع نفسي بنفسي لنفسي ولأنفع من حولي وأفخر بقيمي الراسخة وأقول : أنا عندي ثقة بنفسي أنا أستطيع إنجاز هذا العمل أنا أقدر على قول هذا الكلام , ولا تقل أبدًا أنا لا أستطيع ولا أقدر على ذلك , ضع فى يقينك أنك تستطيع وتقدر , واجعل العزيمة والاعتماد على الله هما زادك , واتبع الوسائل الصحيحة التى تؤدى إلى تنفيذ هدفك , وخذ الأفضل من الأفعال , وانتقى الأفضل من الأقوال , وصاحب الأفضل من الرجال , بذلك وبغيره من الفضائل تستطيع صناعة النجاح , وفى أثناء سيرك ستقابلك عقبات اصبر عليها ولا تجزع ولا تمل ولا تيأس ؛ لأن المجد صعب الصعود و ليس سهلا ولن يقدم إليك على طبق من فضة بل لابد من المعاناة والتعب والسهر والإنفاق وينبغى عليك مقابلة الساخرين والمستهزئين بعدم الالتفات إليهم والإحساس أنك الأعلى والأفضل بغير كبر ولا تعالى ولا زهو ولا تفاخر لتصل إلى هدفك وضع أمام عينيك قول الشاعر :
لا تحسبن المجد تمرًا أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
لا تلتفت إلى كثرة الهالكين ولا إلى من يشغلك ويشدك إلى أسفل … إلى الحضيض … إلى الدركات … خلّص نفسك منه وانفض يدك عته واصعد السلم وصمم على الصعود ؛ لتصل إلى هدفك وغايتك , ولا تنس حمد الله بعد صعود كل درجة وذكره تعالى ليعينك على الدرجة التى تليها . فعندئذ وعندئذ فقط تستطيع صناعة النجاح .