المبدِعون مطوِّرون في أغلب حالاتهم؛ لأنَّهم يحقِّقون الشَّغف في التّطوير والتَّحسين المستمرَّيْن في الخدمات والمنتجات التي تقدِّمها المنظَّمة، وبالتالي الاستفادة منهم واستثمارهم في تحقيق تلك الجوانب.
عندما تتولَّد الحاجة للتَّطوير أو الشعور بضرورة التطوير والتحسين تحت جملة من التغيّرات التي أصبحت توثِّر في المنظمة، وتحثّها على اتخاذ إجراءات تجاه ذلك، للبقاء في دائرة المنافسة والتحسين المستمرين، وهذا يتطلَّب من المطوِّرين أن يكون الإبداع موجودًا في دائرة التطوير، لأنه العنصر الذي سيظلّ الفاعل في عملية التطوير.
إنَّ البرامج والمشاريع التي تحمل في طياتها التطوير والتحسين لأنظمة العمل، لم يُكتب لها النجاح البارز في تميّزها وتأثيرها، دون أن يكون الإبداع جزءًا رئيسًا في عملية التطوير وفي عملياته كافة، لأنّه يحقِّق الشَّغف والخروج عن المألوف، وبالتالي تحقيق مستهدفات التطوير في رضا العميل، الذي يتطلَّع دائمًا إلى تجاوز ما يفكِّر فيه من خدمات أو منتجات تميِّز هذا المنتج أو الخدمة عن غيرهما، وتضعهما أمام العديد من الخيارات الإبداعية وحلول المشكلات بأسلوب إبداعي.
إنَّ التَّطوير وقادته المعنيّين بالبرامج التطويريّة وتحفيز العاملين في المنظمة نحو تحسين عملياتها ووضع المبادرات التي تحقِّق أهداف التطوير، وتحسِّن من عملياته، لن يكتَب لها النجاح ما لَمْ يكُنْ الإبداع جزءًا مهمًا من عملية التطوير، ويؤمنون به ويمارسون مهاراته المختلفة التي تحقِّق الجودة، حتى لا يكون سببًا في فشل التطوير وضياع الجهود التي تبذَل، والإمكانات المهدَرة بسبب عدم إدخال مهارات الإبداع في جوانب التطوير.
كم مِن منظَّمة بُنيت بإحكام وبرنامج خُطِّطَ بإتقان ثم فشل، لأنَّ عنصر الإبداع افتقد ذلك!
قادة التطوير.. أين الإبداع؟
سؤال سيظلُّ يردِّده المخطِّطون في التطوير والمعنيين بوضع الخطط التطويرية، وكذلك المستفيدون من تلك البرامج: أين الإبداع في المنتج أو الخدمة التي تحقِّق شغف الجميع وتبهرهم بما يحقق التميز ونجاح تلك البرامج؟
أيَّها القادة المعنيّون بالتّطوير في منظّماتهم، ابتعدوا عن التّقليد والنُّسَخ المكرَّرة في البرامج، واصنعوا الإبهار والشَّغف في برامجكم التي تحقِّق التميّز والاستمرارية في إبداعها، وتحقِّق الهدف المنشود من التَّطوير، وإلا سيكون الفشل قرين التطوير.
0