المقالات

أَعن الصَّدارة تحدثني؟!

حدِّثني عن الأرض، أحدثُك عن الفضا، وعن أُفُق إنجازاتٍ لم يعد له مدى؛ لأن روح الوطن اليومَ شباب، وشبابنا يدفعه إلى الإنجازِ حُبُّ الوطن، فأينما يمَّمَ المتابع، رأى صدارةً سعوديَّة، تُنبئُ عن انتماءٍ، وتفانٍ، ووطنية.
سبعٌ وعشرون جائزة في منافسات المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف ٢٠٢٣) دليلٌ على جهودٍ في مجال التعليم لا تعرف الكلل، ودليلٌ آخر على أسسٍ في التربية والتنشئة ليس فيها خلل، ناهيك عما فيها من دلالةٍ واضحةٍ وصريحة على النضج الفكريِّ والروحيِّ لأبنائنا، الأمر الذي دفع بهم إلى استلهام القوَّة، والعزيمةِ، والروحِ، والإصرارِ، والطموح، من قيادتهم الشابة، المتمثلة في سمو ولي العهد، صاحب المناقب، والنظر الثاقب، والذي رسَّخَ في نفوسهم -برؤيته وسداد رأيه- مقولةَ (لا مستحيل مع الحياة)؛ فانطلقوا يُهْدُونَ الأرضَ التي احتوتهم ومنحتهم خيراتها أثمن الإنجازات، ويرفعون رايتها في أكبر المحافل، ويعلنون اسمها في أوسع الاحتفالات.
ويشُقُّ التعليم أيضًا طريقه في فضاء الصدارة حينما تُسَجَّلُ ثمانِ عشرةَ جامعةً سعوديَّةً ضمن أفضل ألف جامعةٍ في العالم، محتلَّةً بذلك المركز الأول على المستوى العربي، بل وتؤكد صدارتها بتحقيق ثلاث جامعاتٍ منها للمراكز الثلاثة الأول على المستويين المحلي والعربي، هي جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود.
وعلى نطاقٍ آخر، ومجالٍ مغاير، تتصدَّر المملكة -بحصولها على المركز الأول في تصنيف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لمسابقات الأندية لعام ٢٠٢٢ (للمرة الثانية على التوالي) متقدِّمةً على اليابان، وكوريا الجنوبية، أشرس المنافسين على المستوى الرياضي في القارة الآسيوية.
هذا إن كنت تحدثني عن الأرض، أما إن كان الحديث عن الفضاء، فقد عرفنا الصدارة منذ الرحلة التي قام بها أول رائد فضاءٍ عربيٍّ مسلم، سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عام ١٩٨٦، يومها كانت البساطة تسود وجه العالم، والمحدودية تكتنف طموحاته. واليوم وبعد أن دخل العالم ميدان الصراع على الصدارة، ومضمار التنافس على الجدارة، عاد أبناء الوطن يجددون الولاء، ويتفرَّدون برفع ذلك اللواء؛ ويمنحون المملكة صدارة الدول العربية من حيث عدد السُّفراء إلى الفضاء، بعد أن وصل عدد مبعوثيها إلى ثلاثة روَّاد.
وما هذه الإنجازات إلا غيضٌ من فيض؛ لأننا لم نصل بعد إلى نهاية المطاف، ولم نجنِ كلَّ الثمار والقِطاف، إنما هذهِ خطوات الإحماء في مضمار الصدارة، ذلك المضمار الذي هيأت أرضه، ورسمت لها الخطوط، رؤية سمو ولي العهد حفظه الله.
دامت لك يا وطني الصدارة، ودامت لوجهك البهيِّ البسمة والنضارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى