في قمة جدة ٣٢ أشار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى : “اهمية المقومات الحضارية، و الثقافية ،و الموارد البشرية ، و الطبيعية ، التي تؤهل لتبوء مكانة متقدمة ، وقيادية ، وتحقق نهضة شاملة للدول العربية وشعوبها في جميع المجالات”.
أظن أن العرب يمرون بحالة يقظة مختلفة جذريا عن السابق إبان الشعارات التي برزت في منتصف القرن العشرين، و التي كانت تنادي بوحدة عربية سياسية، و تتزعم تلك الحركات القومية بأحزابها أفكار تنموية إقتصادية، و تمنوية لكنها تميل للفكر الشيوعي الإشتراكي، وكذلك ترى تلك الحركات القومية بالوحدة السياسية كنظام واحد، و نتج عن ذلك ثورات، وصراعات وتآمرات استمرت ضد أنظمة عربية، و نجحت في إسقاط أنظمة عربية هذه الدول التي سقطت انظمتها في السابق اليوم هي دول عربية تمر بظروف إقتصادية صعبة، و تعاني من مشكلات إجتماعية ، و بؤرة للتطرف إن لم تحل هذه القضايا والمشكلات حاليا فسوف تستمر النكبات لفترات زمنية قادمة. اليوم المملكة العربية السعودية فكرها التنموي و النهضة للعرب مختلفة جذريا عن صيحات الحركات القومية العربية السابقة ؛ إذ إنها تركز على حل القضايا العربية المعقدة، و تتبنى مشاريع تنموية لأجل العرب، فمقومات النهضة الشاملة متوفرة في كل وطن عربي وتحتاجه الأمة العربية في عصرها الحالي هو مواجهة التحديات الداخلية، والتركيز على التنمية، والتعليم، و الوعي العربي بأهمية البعد عن جماعات التطرف ، فنحن اليوم نلمس يقظة عربية تبنتها المملكة العربية السعودية ؛ تهدف للتنمية، والبناء، وسبل التعايش، والتعاون العربي، والنأي بالشعوب العربية عن الأفكار الهدامة المتطرفة التي قد تؤدي لتأخرهم في عصر لا مكان فيه للمتأخرين فهو عصر سرعة التطور في كل المجالات التي تبني الشعوب. التعليم رهان نهضة العرب ، و من خلاله تبنى الدول ، وتجفف منابع التخلف والركود، والثقافة جزء مهم في بناء البيت العربي.
الجامعة العربية تحتاج إعادة صياغة أهداف تناسب العصر الحديث وتحديث هيكلتها وجعل الأهداف قابلة للتحقيق والتطبيق .
0