انتهى الحدث الإعلامي الأكبر في المملكة يوم الإثنين الماضي 2/11/1444 مؤتمر الإعلام الوطني لكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على مدار يومين وبرعاية وزير التعليم يوسف بن عبد الله البنيان؛ حيث إن المرحلة التي يشهدها الإعلام اليوم تحتاج إلى نقلة نوعية لمراجعة الجهود ووضع الخطط الاستراتيجية لصناعة المحتوى الوطني محليًا وإقليميًا وعالميًا للمساهمة في رسم التوجهات الجديدة، ووضع الحلول للمؤسسات الإعلامية لمواجهة التحولات الدولية في الإعلام الوطني ليُساير مكانة وحجم المملكة الكبير في المجتمع الدولي.
ويأتي مؤتمر الإعلام الوطني كما أشار إليه معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد سالم العامري رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية “إن هذا المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه الممارسات الإعلامية الكثير من التحديات في ظل التحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وبحث السبل الناجحة بمشاركة الإعلام في مسؤوليته الوطنية في التنمية والاستدامة في ظل تعددية الوسائل وتنوعها”.
وكان مما يميز هذا المؤتمر حضور حشد كبير من أصحاب السمو والمعالي والسعادة من المعنيين بالشأن الإعلامي والمهتمين به والمتخصصين والدارسين من الطلاب. كما أنه جمع بين قطبي العمل الإعلامي من الأكاديميين من كليات وأقسام الإعلام في الجامعات السعودية وبين الممارسين المهنيين للمؤسسات الإعلامية وبينهما الطلاب والمهتمين للجمع بين التنظير والتأطير للممارسة الإعلامية بما يخدم المصالح الوطنية، وللاهتمام بأبرز مستجدات القيم والمفاهيم والممارسة الخاصة بالإعلام الوطني وبلورتها عبر العالم؛ حيث شهد المؤتمر مشاركة 80 متحدثًا من الأكاديميين والإعلاميين من ذوي الخبرة ومن الشباب ونشطاء منصات شبكات التواصل الاجتماعي والمؤثرين في صناعة السينما والأفلام والمحتوى الرقمي، وقد ضم المؤتمر ما يزيد على 25 جناحًا مشاركًا، وأكثر من 16 جلسة حوارية، لبحث إسهامات الإعلام الوطني من قضايا المجتمع، لبيان الدور المنتظر من الإعلاميين الشباب في ضوء رؤية 2030. وكذلك انطلاق 10 مبادرات وشراكات إعلامية بالإضافة إلى حوالي 5 ورش عمل بمشاركة النخب الإعلامية والثقافية والاجتماعية بالمملكة، والقيادات الرسمية ذات الصلة بالإعلام الوطني. وذلك لما للإعلام السعودي من دور في المنطقة العربية، لحسن استغلاله للتطورات المتسارعة في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات لتعزيز الوعي الوطني العربي بالثقافة العربية والإسلامية، ومشاركة الإعلام بخدمة مشاريع التنمية، وتوفير مصادر الدولة بمحاربة الفساد، والترويج للسياحة والترفيه والحج والعمرة.
كما ميَّز المؤتمر تنوع محاور جلسات المؤتمر المتنوعة والشاملة لمجالات الإعلام، وكان تشمل العناوين التالية: الإعلام الوطني: جدلية المفاهيم والممارسات؛ الاستثمارات السعودية في الإعلام العابر للحدود: الحضور والفاعلية؛ الإعلام الوطني بين قيم المهنة وآليات السوق؛ إعلام الأجهزة الحكومية وتشكل الرأي العام الوطني: من يقود الآخر؟؛ الدراما السعودية والقضايا الوطنية: الحضور والتأثير؛ إعلام الدبلوماسية في خدمة القضايا الوطنية؛ استراتيجية الظهور التليفزيوني؛ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي؛ المسؤولية الوطنية للتأهيل الإعلامي؛ حضور الأيام الوطنية في الإعلام: تجارب من العالم؛ الإعلام الوطني وتحديات الممارسة المهنية؛ الإعلاميون الشباب: جيل جديد لمرحلة جديدة؛ القوة الناعمة والعلاقات الوطنية؛ الحضور السعودي في الإعلام الأجنبي؛ الشأن الوطني في اهتمامات مشاهير الشبكات الاجتماعية؛ الرياضة وإعلامها: واجهة الحضور الدولي للمملكة؛ التحليل الإعلامي السياسي؛ وكيف تصنع فيلمًا منافسًا: من الفكرة إلى الشاشة.
وكان مما أدى إلى نجاح مؤتمر الإعلام الوطني الرعاية المباشرة من معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد سالم العامري رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي أشاد بدور الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية؛ كما كان من نجاحات المؤتمر مما بذله من جهود عميد كلية الإعلام والاتصال، ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر بمتابعاته المستمرة سمو الأمير أ.د. سعد بن سعود آل سعود والتي ترجمتها كلمته في المؤتمر: “أمل أن يسهم المؤتمر بكافة جلساته العلمية، والحوارية، ومبادراته، وفعالياته المصاحبة، في تعزيز الأدوار الوطنية لوسائل الإعلام السعودية ليواكب الإعلام المرحلة المفصلية التي تعيشها المملكة حضاريًا وتنمويًا في ظل رؤية 2030 التي باركها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وفق غايتها ومستهدفاتها الرفيعة، التي صمم بناءها سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء”.
– عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى.