يتطور العالم أمامنا بسرعة كبيرة، ويتغيَّر بشكل مستمر، ومعه يتغيَّر دور الإعلام والصحافة في المجتمعات، وفي المملكة العربية السعودية يمكن القول: إنه بات الإعلام والإعلام الجديد جزءًا هامًا من الحياة اليومية للناس، ويؤثر بشكل كبير على تشكيل وجهات النظر والسلوكيات.
أيضًا تُعد الصحافة والإعلام من أهم الركائز التي تُساهم في تشكيل الرأي العام والوعي الثقافي في المجتمعات، وفي المملكة العربية السعودية يمكن القول: إن الإعلام الجديد يلعب دورًا مهمًا في هذا الصدد.
إن الإعلام يُمثل الآن مصدرًا أساسيًا للمعلومات والأخبار، ويتميز بالتنوع والتعددية في شكله ومضمونه، ويشمل كلًا من الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، ومن خلال هذا الإعلام، يمكن للناس الحصول على المعلومات والأفكار والتحليلات التي تؤثر على حياتهم وتُشكل وجهات نظرهم.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت المملكة تطورًا ملحوظًا في مجال الإعلام الجديد؛ وخاصة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات الإلكترونية والصحف الإلكترونية، ومن خلال هذه الوسائل، يمكن للناس الحصول على المعلومات والأفكار والتحليلات التي تؤثر على حياتهم وتُشكل وجهات نظرهم.
وفي دراسة بعنوان: “تعميق دور الإعلام الجديد في تکوين الرأي العام لدى طلاب الجامعات السعودية” أكد الدكتور/ فهيد بن داهش الشمري تزايد اهتمام طلاب الجامعات السعودية بتکوين آرائهم من خلال ما يطلعون عليه من کتابات وآراء تنشر عبر وسائل الإعلام الجديد وشبكات التواصل؛ حيث يتبنى الطلاب الآراء التي تبث في المادة الإعلامية المعروضة عليهم ويدافعون عنها وعن أصحابها، وأن متابعة الطلاب لبعض وسائل الإعلام الجديد تؤدي لتعزيز سلوکيات الشباب في تعبيرهم عن آرائهم، وأكد الباحث في دراسته التي استنتجها من رسالته للدكتوراة ونشرتها مجلة البحوث الإعلامية أن وسائل الإعلام الجديد تسهم في تکوين جوانب التکوين المعرفي لثقافة التعبير عن الرأي لدى الطالب الجامعي بالسعودية من خلال برامج التوعية الثقافية والبرامج التي تهدف إلى تنمية مهارات الحوار لدى الطالب الجامعي.
من جهة أخرى يتطلب هذا التطور المستمر أيضًا تحديات جديدة. فمع توافر كميات كبيرة من المعلومات والأخبار، يصعب على الناس التمييز بين المعلومات الصحيحة والمفبركة، وهذا يمثل المزيد من الثقة بين المواطنين والإعلام، ومن هنا، يتحمل المدونون والصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية الكبيرة في تأكيد صحة المعلومات التي ينشرونها، وتجنب نشر الأخبار المضللة والمغلوطة التي تؤثر على المجتمع بشكل سلبي، يجب على المدونين والصحفيين والناشطين الرقميين تحمل مسؤوليتهم الكاملة في تقديم المحتوى بشكل صحيح وموثوق، ويجب أن يتم تحرير المحتوى في الإعلام الجديد بشكل مسؤول، وفق معايير الأخلاق والمهنية الصحفية، والتي تضمن صحة الأخبار والمعلومات وعدم التأثير على الرأي العام بشكل سلبي.
كما أن الإعلام الجديد يمكن أن يؤثر على الثقافة والقيم والعادات في المجتمع السعودي، وهذا يتطلب الحذر والتأني في نشر المحتوى، ومن هنا، يجب أن يعمل الإعلاميون والمؤثرون والنشطاء الرقميون على تقديم المحتوى الذي يرفع من مستوى الوعي والثقافة، وتجنب نشر المحتوى الذي يتعارض مع قيمنا.
والمؤكد أن هذا التطور السريع للإعلام والصحافة في مملكتنا الحبيبة يُمثل تحديًا كبيرًا وفرصة قيَّمة لتوسيع نطاق التواصل بين المواطنين والحكومة، وتحقيق التقدم والازدهار في جميع المجالات، ومع ذلك، يتعيَّن على المسؤولين في هذا المجال وعلى المدونين والصحفيين والناشطين الرقميين تحمل مسؤوليتهم الكاملة في تقديم المحتوى وتأكيد صحته، وتجنب نشر الأخبار المضللة والمغلوطة التي تؤثر على المجتمع بشكل سلبي، وعلى الجميع أن يعملوا معًا لتعزيز دور الإعلام والصحافة في خدمة المجتمع، وتحقيق التقدم والازدهار في وطننا الشامخ عنان السماء!