الصداقة هي أثمن شيء في الوجود
ولا يمكنك أن تعيش منعزلًا، فإما أن تبني صداقات حقيقية، أو تُفرض عليك علاقات مزيّفة.
والصداقة الحق هي بالتحديد إذا كانت صادقة بكل معنى الكلمة، وكما أنها تعني الكثير الكثير, فهي ضرورية لكل إنسان، ولا يمكن الاستغناء عنها..
والصديق ما هو إلا مرآة لنا نتقبل ما يقدمه بكل فرح.. ومتى هو تمثّلت فيه….
الصديق الناصح الحق؛ لذا ليس لي أي اختيارات من هؤلاء، ولي فيها بعض الإشارات.
الصديق الناصح المُلح…الذي دائمًا يلح عليك بالنصائح والعبر…
الصديق الناصح..هو شخص استطاع أن ينصح من منطق ما دعت له الحاجة إليه؛ انطلاقًا من حاجات لئلا يصبح شيئًا. يُثير كثير من تحفظات صديقه بمعنى نصح فيما دعت الحاجة، وهذا نوع تقدير لذات الصديق…
يفكر معي، ولأجلي، ويظل بجانبي في الضيق، وألقاه بجانبي يقويني، ويساندني، وفي الأوقات السعيدة يقف بجانبي يهنئني ويشجعني. أشعر معه بالأمان فمن منَّا لا يحتاج لصديق كهذا.
الصديق الساكت..الذي دائمًا معاك بكل مكان، وقليلًا ما يفتح فمه للمشاركة..
هو شخص ينظر إلى الأمور بمنظار انطلاقًا من حاجاته لئلا يصبح شيئًا.
لذلك اترك بينك وبين صديقك بعض فسحات؛ لترقص فيها رياح الأيام لتعرف حقيقة صمته؛
لذا أقول: احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة.
الصديق الناقد..الذي ينتقدك بكل شيء من حولك
هو من ينظر إلى القشة التي في عين صديقه قبل أن ينتبه إلى الخشبة التي في عينه من هنا لا بد أن يتجرد من النقد المستمر؛ لأنه ليس أسلوبًا يكسب به صديقًا هو بحاجة إلى ناصح يلملم فيها جوانب ضعف صديقه لا نقد، وهنا حتى معيار النقد تختلف من شخص إلى آخر هناك الناقد الجيد السلس الجذاب المحبب، وهناك الناقد الناقم الغاضب، وما كان هذا طريق حبيبنا المصطفى- عليه الصلاة والسلام- مع صحابته فقد كان خير صديقًا لهم لا بالنقد إنما برقي فكره وكسب قلوب صحابته بكل رقي ونصح وإرشاد بذات الوقت لا نقد وزجر.. وهو خير رموز للعطاء من منطق الصديق لدي هو من تأنس برؤيته، وتسعد بالجلوس معه، وتنصت لحديثه لأنه ينبع من القلب، والصديق عملة نادرة إن وجدناها؛ فعلينا أن نتمسك بها، وإن لم نجدها؛ فهذا أمر عادي ومتوقع في هذا العالم الغريب.
الأصحاب كثيرون ولكننا (نتوه) بينهم من كثرتهم، ولكن الأصدقاء (حُلمٌ) الكثير في عالم تسيطر عليه (الأنا)، والمصالح والصديق هو الذي يؤثر على نفسه من أجل صديقه.. هو الصادق في حديثه المحب.. وإن وجدتم هذا الصديق (فخبروني).
نجاة الحربي