حج الحجيج، ومكة المُلتقى. وعرفات مشهد الإيمان، وبمنى مبيت وذكر سنة المصطفى.. إنه والله الحج المبرور والذي جزاؤه الجنة، بدأت قوافل الحجيج تتوافد إلى مكة المكرمة مهبط الوحي وأرض الرسالة فيه ولد محمد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وشع منها نور الهداية وأشرقت الأرض بنور ربها، وعرف الناس دينهم بخطبة المصطفى-صلى الله عليه وسلم- على صعيد عرفات المبارك حين قال -عليه الصلاة والسلام-: “اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا وتركتكم على المحجة البيضاء ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك”.
هذا هو الدين القويم، الذي أعلن مبادئه النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حجة الوداع؛ لأن النبي ودع مكة فيها بطواف الوداع، وسُميت حجة الوداع، وأصبح الناس يحجون إلى هذا البيت الذي شرع فيه حج بيت الله الحرام، وسار الناس يأتون إليه من كل فج عميق؛ تلبية لدعوة أبونا إبراهيم -عليه السلام- الذي قال ربي: ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)(إبراهيم: 37).
ومن حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه يا لها من بُشرى يفرح لها كل مسلم ومسلمة،
أسأل الله أن يُيسر للحجاج حجهم، ويتقبل منهم نسكهم والدولة -رعاها الله- تقدم جميع الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام، جعل الله ذلك في موازين خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.