المقالات

أيها القائد.. أزل الفوارق…. لتصنع الفارق

تسعى المنظمات جاهدة في تحقيق التميز والجودة في منتجاتها والخدمة التي تقدمها من أجل المنافسة في السوق، وتعزيز القدرة التنافسية بين المنظمات، وتكوين صورة ذهنية وسمعة جيدة عن تلك المنتجات والخدمات التي تقدمها.
ويظل القائد هو الركيزة الأساسية التي يصنع ذلك، ويحققه من خلال فريق متناغم وقائد مدرك لأدواره وأهميته في المنظمة برؤية واضحة ورسالة بيّنة وأهداف جليِّة ومبادرات تحقق ذلك بأقل التكاليف، والاستفادة من الموارد البشرية وتنميتها وتدريبها بما يحقق رؤية المنظمة ورسالتها وأدوارها المجتمعية، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة من خلال منتجاتها وخدماتها التي تقدمها.
إن القائد الذي وهبه الله الحكمة والبصيرة في إدارة ذاته، وتحقيق الذكاء الوجداني في ضبط مشاعره وأحاسيسه ورغباته، وتوجيهها بما يعزز مهارة التواصل بين القائد ومرؤوسيه، وتشجيعهم في إبراز قدراتهم وتطويرها وتوجيهها نحو أهداف المنظمة ورؤيتها، وهذا يعزز الذكاء الاجتماعي في تطوير مهارات الفريق، وتحقيق التفاعل بينهم بما يسهم في تحقيق رؤية ورسالة المنظمة التي تنطلق من خلالها، وتبني برامجها ومبادراتها التي تحقق ذلك.
ويعد تطوير الموارد البشرية وتدريبهم وتنميتها في الجوانب التي يحتاجونها؛ لتطوير وتحسين ورفع كفاءة المنظمة لتحقيق التميز والإنجاز، وهذا لا يتحقق إلا من خلال دور القائد الفاعل الذي يتلمس حاجات الموارد البشرية وتطويرها ووضع الخطط والبرامج لذلك، وهذا لا يتأتى إلا من خلال قائد يزيل الفوارق والطبقية التي تصنعها البيروقراطية والحواجز التي تزيد المسافة والهوة بين القائد ومرؤوسيه؛ حتى يبادروا في تحقيق الجودة والتميز للمؤسسة ورفع الكفاءة الداخلية للمنظمة بما يسهم في التميز وتحقيق الجودة.
وتعد العلاقات الإنسانية من العوامل المؤثرة في تعزيز الثقة بين العاملين، وإزالة الحواجز بين القائد والعاملين، وتوفير بيئة عمل جيدة ومحفزة لهم وتشجيعهم على التميز الذي يصنع الفارق في إنجازات المنظمة.
إن بيئة العمل المنظمة والمرتبة التي يجتمع فيها العاملون لأداء مهامهم، والتواصل بينهم وتوفير سبل التواصل الاجتماعي بين العاملين من خلال الأنشطة الفعَّالة التي تُعزز روح الفريق الواحد والعمل الجماعي الذي يشجع المنظمة على زيادة تنظيم بيئة العمل، وإشباع حاجات العاملين بالشكل الذي يحقق ويعزز التعاون، ويرفع مستوى الأداء في المنظمة، ويرفع كفاءتها ويزيد الإنتاجية.

إن القائد الذي يعزز القيم المهنية ويؤصلها لدى العاملين حتى تشكل سلوكهم، وتدفعهم نحو التفاعل بين الفريق، وتشجيع روح التعاون بينهم من خلال القدوة كقائد والعدالة بينهم، وتطويرهم في تحديد الحاجات التدريبية التي يحتاجونها في أنظمة وإدارة العمليات بما يسهم في تميز المنظمة ويحقق الجودة الذي يعزز كفاءة المنظمة.
كم من منظمة خسرت الموارد البشرية بإبداعاتهم ومهاراتهم في تطوير المنظمة والارتقاء بها من خلال بيروقراطية سلبية وديكتاتورية عقيمة صنعت الحواجز بين القائد والعاملين في المنظمة؛ فتراجعت عن أداء رسالتها وتميزها في خدمتها ومنتجها الذي تقدمه للعملاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى