المقالات

ما بعد العشوائيات .. المناطق الجديدة في المدن العتيقة د. خالد محمد باطرفي

مثلي والزميل عبدالله الزهراني، رئيس تحرير هذه الصحيفة، نُمثل جيلًا حلم طويلًا بنهضة وتجديد وروح متحفزة، كالتي نشهدها اليوم. فشباب طويق، وأخوة وأخوات محمد بن سلمان، يحملون المشعل الذي تناقلته الأجيال منذ انطلاقة رحلة التأسيس في مطلع القرن العشرين، ويحلقون به إلى الفضاء؛ لينير لنا دروب المستقبل.

وفي جده ومكة والمدينة وغيرها، أزيلت عشوائيات ظلت عقودًا كابوسًا تنمويًا وأمنيًا، وقنبلة صحية موقوتة، وبدت الأرض التي حملت وتحملت هذه المعاناة صفحة بيضاء كأنما لم تمسها أحبار الماضي يومًا، تنتظر سطور الرؤية السعودية الجديدة، وينتظر من فارقها التعويض عن ممتلكاته فيها، ليبدأ مع أسرته كتابة أسطر حياة أكثر انفتاحًا على التعليم والصحة والخدمات البلدية.

واليوم، نحن جيل ألفية مضت، وجيل ألفية أشرقت، ننتظر بلهفة وشوق ما تحمله الرؤية لهذه المساحات الخالية، إلا من الأمل والحلم. ونتراشق الأسئلة حولها: هل ستستلهم تحولات “الرياض الخضراء” وتقنيات “نيوم” وعراقة “الدرعية” وبيئة البحر الأحمر، و”العمارة السلمانية”؟ هل سنبدأ من حيث انتهى الآخرون بأجمل مدن الدنيا وأطيبها معيشة؟ هل ستقدم أحياؤنا الجديدة أنموذجًا لجودة الحياة غير مسبوق، ولا يخطر على بال مخطط، ومبدع، وحالم؟

أراهن أنها ستشمل كل ذلك وأكثر. وأن الفكرة جاهزة للتنفيذ، بانتظار المخططات النهائية، والتمويل التريلوني، والاستثمار المحلي والدولي. وأتصور أن عراب الرؤية ينتظر الفرصة المواتية لطرح التصورات ودعوة بيوت الخبرة، وكبار صناديق الاستثمار والبنوك للمشاركة في تحقيقها.

وعليه، أقترح أن يعقد مؤتمر دولي خاص للاستثمار في المناطق الجديدة المتاحة في جدة ومكة والمدينة وغيرها من المدن التي شملها التطوير، ولعل مبادرة مستقبل الاستثمار، في ندوتها القادمة في الرياض، فرصة للإعلان عن هذه الفرص والدعوة للمشاركة فيها.

ولمن يفتقد الذكريات الأثيرة فيها، أقول: إن القادم أحلى. لن ينسيكم ما مضى، ولكنه سيضيف ويفيض عليه بإذن المولى. أنتم وأبناؤكم وأبناؤهم تستحقون الأجمل والأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى