دعا “سماحة الشيخ حسن الصفار” لوجود مؤسسات ومبادرات اجتماعية متطورة ومبتكرة لتعزيز قيمة وسلوك البر بالوالدين.
وتابع: على كل معلم أو إعلامي أو فنان أو موجه ديني أن يهتم في أي موقع كان بتعزيز هذه القيمة الأخلاقية الإنسانية العليا.
جاء ذلك في خطبة الجمعة’ أمس بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: “التربية على بر الوالدين”.
وأوضح سماحته أن برّ الوالدين هو أعظم قيمة أخلاقية يلتزم بها الانسان، ذلك أنه يدرك أن لهما الفضل الأول والأكبر عليه بعد الله في وجوده ونشأته ورعايته، وأن لا أحد في الوجود يوازيهما في حبه والحنو عليه، وبذل الجهد في سبيل راحته وسعادته، خاصة في بداية حياته، ووقت ضعفه وصغره.
وتابع: من يتنكر لحق والديه فإنه يتجرّد من أي قيمة أخلاقية أو مشاعر إنسانية.
وشكر للأمم المتحدة إعلانها اليوم الأول من شهر يونيو من كل عام يومًا لتكريم الوالدين في جميع أنحاء العالم، منذ 2012م.
وبيّن أننا في هذا العصر نحتاج لاستحضار هذه القيمة الأخلاقية الإنسانية في اذهان ونفوس الجيل المعاصر أكثر من أي عصر مضى.
وتابع: ذلك لأن ثقافة الحضارة المادية السائدة، ترسّخ الروح الأنانية الفردية في نفس الانسان، وتعلي من شأن الاستجابة لرغباتها الذاتية على حساب كل القيم والمبادئ.
وأضاف: الإنسان المستغرق في نزعته المادية الذاتية، ما عادت تهمه عواطف أمه، أو مشاعر أبيه، بمقدار ما يهمه تحصيل المكاسب، وتحقيق التطلعات الشخصية.
وعن الأسلوب الأمثل لتربية الأبناء على بر الوالدين قال سماحته: ذلك يكون بحسن التربية، فكلما اهتم الوالدان بحسن تربية الأبناء كانوا أقرب إلى البر بالوالدين، أما إذا حصل اهمال وتقصير في العناية بالأبناء، فينعكس سلباً على تعاملهم مع الوالدين.
وتابع: إن الانشغال عن الأبناء، أو التضييق عليهم في المعيشة، أو سوء التعامل معهم كاستخدام العنف، يؤدي إلى تورطهم بعقوق الوالدين.
وأشار إلى أن من طرق تربية الأبناء على بر الوالدين الانسجام بين الوالدين، فحين يعيش الأولاد في ظل أسرة مستقرة، يسود فيها الاحترام بين الوالدين، فإن ذلك ينمّي انشداد الأولاد للوالدين، ويعزز برهما في نفوسهم.
و أضاف: بينما حين يكون هناك خلاف وصراع أمام الأولاد، فإنه يسقط النموذج المثالي من أعينهم، وتنمو لديهم مشاعر غير سوية تجاه الوالدين أو أحدهما.
وأضاف: إن على الوالدين أن يبعدا الأولاد عن أجواء خلافاتهما، ولا يصح ابداً تعبئة الأولاد ضد أحد الوالدين.
وحثّ على وجود قدوة في المنزل يقتدي بها الأبناء، فحين يرى الأولاد طريقة تعامل الوالدين مع والديهما، سيكون نموذجًا محفزًا لهم على اتباع نفس النموذج.
مستشهدًا بما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب (ع): «بَرُّوا آبائَكُمْ يَبَرَّكُمْ أَبْناءُكُمْ».
و أكد يقول: من هنا ينبغي أن يهتم الوالدان بإظهار الاحترام والتزام البر بالوالدين أمام الأولاد، بل وإشراكهم في مظاهر الاحترام والبر والخدمة لوالدي الوالدين.
يذكر أن الشيخ الصفار كاتباً في بعضاً من الصحف الوطنية مثل صحيفة” الوطن” و عضو في الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقارب بين المذاهب الإسلامية. وصدر له اكثر من ١٤٧ كتابا يؤكد من خلالها على تأصيل ثقافة التسامح ونبذ الطائفية و الاختلاف.
0