المقالات

يومُ الإلهام..ونقطة التحوَّل في حياتي

كنت ولا زلت منذ الصغر أحلم بالفضاء منذ أن نشأت وقد رأيت بطلاً قد قام بتسجيلِ اسمه في التاريخ كأول مسلمٍ وعربيِّ يصعدُ إلى الفضاء، فقد كان ولا زال الفضاء مصدرُ شغفٍ لي يراودني ليلًا ونهارًا.

وفي يوم مشرقٍ قبل حوالي خمسة عشر عامًا، كنت طفلًا ملهمًا بذلك الحلم. لا أكاد أنسى مشاعري في ذلك اليوم، إنه اليوم الذي قابلت فيه الرجل الذي ألهمَ الكثير، صاحب السمو الملكي سلطان بن سلمان بن عبد العزيز.
ذهبت لمقابلة سموه وفي يدي صورة تسبق ذلك التاريخ بثلاث وعشرين عامًا، عندما عاد رائد الفضاء بحمد الله إلى وطنه، وكانت هذه الصورة لوالدتي -حفظها الله- وهي طفلة مع سموه. زادت تلك الصورة من إلهامي ورغبتي لمقابلة الرجل الذي لم يسبقه عربي بإنجازه. أذكر ذلك اليوم العظيم في حياتي وكيف قام سموه الكريم بدعمي بكلامه وتشجيعه وتحفيزه، والتقطت لي العديد من الصور التذكارية مع سموه، والتي لا تزال شرفاً كبيراً لي إلى يومي هذا. ثم قام سموه بإرسال العديد من الهدايا والتذكارات من رحلته الميمونة والموقعة بيده، والتي لا أزال أحتفظ بها إلى يومي هذا لتكونَ حافزاً لي.
مضت الأيام والسنوات وأنا لم أفقد حلمي بالتحليق عاليًا، حتى أنعم الله علي منذ سنوات بأن درست الطيران التجاري، وأصبحتُ ولله الحمد أخدِمُ وطني الحبيب منذ ما يقارب الثماني سنوات كطيار مدني في هذا المجال، والذي ربما يكون في يوم ما سببًا بعد الله بأن الحق بركب من سبقوني إلى الفضاء.
وفي هذا العصر في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وسيدي سمو ولي عهده الأمين صاحب الرؤية القائد الفذ الملهم الذي يرحِّبُ بالحالمين؛ فإنني أجدها فرصة لتهنئة أخي رائد الفضاء علي القرني كأول رائد فضاء سعودي يلتحق بالمحطة الدولية، وثاني رائد فضاء سعودي، ولأختي رائدة الفضاء ريانة برناوي كأول رائدة فضاء عربية وسعودية، وفي نفس الوقت أُجدد ثقتي وطموحي لسيدي سمو ولي العهد الأمين مخاطبًا معالي رئيس هيئة الفضاء بأنني على استعداد؛ لأن أقوم بخدمة وطني بصعودي إلى الفضاء كأول طيار مدني سعودي يصعد للفضاء في الرحلات القادمة مُرتديًا علم المملكة العربية السعودية عاليًا في السماء؛ لأساهم بجزء لا يتجزأ من إنجازات هذا الوطن العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى