لا يمكن لهذه الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خلق مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، إلا أن تكون مصدرًا للإلهام الذي يمكّن المواطنين من تحقيق أحلامهم. فها هي رحلة الإعداد التي بذلتها الهيئة السعودية للفضاء، تُثمر بوصول رائدي الفضاء علي القرني وريانة برناوي، إلى محطة الفضاء الدولية لإجراء تجارب علمية دقيقة هي الأولى من نوعها تُؤكد على حيوية الفكر السعودي وتجدده، الجدير بالذكر أن ريانة برناوي هي أول رائدة فضاء عربية ومسلمة تصعد إلى محطة الفضاء الدولية؛ في إنجاز سعودي غير مسبوق “إننا نُسابق العالم ونحاوره من فضاء رحب تكسوه راية التوحيد الشامخة”؛ لنرسل رسالة بأن القوة الناعمة… سلعة نصدرها نحو العالم.
العالم حي واحد، كل مكوناته تتفاعل مع بعضها عن طريق وسائل اتصال مختلفة، تناسب هذه الوسائل ذائقة الجمهور المراد التأثير عليه.
هذا التنبؤ كان في ستينيات القرن العشرين، عندما أزاح الستار العالم الكندي (مارشال ماكلوهان) الستار عن مصطلح “القرية العالمية”، وإيجازًا، رأى “ماكلوهان” أن العالم سيصبح على ثقافة واحدة عالمية بسبب انتشار وسائل الإعلام.
وصورة بنت الوطن، المُجنّدة السعودية، وهي تحتضن طفلًا بعد أن تم إجلاء الآلاف بعد الاضطرابات الحاصلة في السودان وتناقلها على نطاق عالمي أكبر دليل على شدة تأثير “القوة الناعمة”.
هذه الصورة التي التقطتها عدسة المصور (نزار) أصبحت حديث العالم الصغير المترامي الأطراف! فنرى هنا تقارير تلفزيونية عن هذه الصورة الجميلة، وفخر وتكريم لمن صوّرها من قِبل وزير الإعلام (سلمان الدوسري)، وهناك نقرأ لأبرز الكتّاب، مقالة تتحدث عن قوة الصورة وكيف أنها لغة عالمية تُفهم من الجميع على اختلاف ثقافات الشعوب.
افخروا بأنفسكم أيها السعوديون، فلقد أثبتنا للعالم (القرية) المترامي الأطراف! أن العالم ليس إلا بيتًا واحدًا نحن نتصدره كسعوديين بفخرنا بهذا الدين وهذا الوطن العظيم ثم بإنجازات شعب همه الوحيد “رعاية الإنسان”.
فكلمة حق وفخر واعتزاز وتقدير لقادة هذا الوطن والشعب السعودي العظيم الذي لن يقهر- بإذن الله- ثم بسواعد شباب سعودي عنان السماء.
شكرًا للمصور الذي كان سلاحه (الكاميرا) واستطاع بعدسته أن يوصل للعالم أجمع رؤية السعودية الإنسانية، وشكرًا للمجندة السعودية التي كان سلاحها (أخلاقها، وإنسانيتها)، وشكرًا لكل سعودي يفخر بسياسات قادته وحكمتهم.
“الله اللي عزنا ما لأحد منّه” والسلام ختام.
رائد جابر الزهراني
محاضر الإعلام في جامعة الملك فيصل