“دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية؛ وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة؛ والمملكة تتقدم بخطى ثابتة في برنامج ضخم؛ يهدف إلى التطور والتغير..وطموحنا لا حدود له”، كانت تلك الجمل المُحفزة التي أطلقها القائد المحنك ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله-؛ إبان إطلاق رؤية سموه عام ٢٠١٦م دليلًا صادقًا على بُعد نظر سموه!!
وبالرغم من التصريحات التي أدلى بها سمو ولي العهد في مقابلة مجلة “ذا اتلانتك”، والتي وجدت رواجًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن سموه أكد في ثنايا تلك المقابلة أن مشروع رؤية سموه ٢٠٣٠م لن يفشل ولا أحد يستطيع المساس به، ولا يملك أحد إبطاءه بنسبة ٥٪ !!
الجميل أن رؤية سموه تواصل العمل في أكبر تحول وطني تشهده البلاد ومجمل أهدافها يهدف إلى تحقيق اقتصاد أكثر نموًا بمشاركة قطاع الوزارات والهيئات الحكومية بالتوازي مع القطاع الخاص من خلال محاور تقوم على “مجتمع حيوي” يوفر الحياة الكريمة ومتين البنيان؛ يستند على القيم الإسلامية، ويوفر ترفيهًا منضبطًا، ونمط حياة مستدامة ونظامًا فاعلا للرعاية الصحية والاجتماعية!!
ومن يقرأ ملامح الركائز الأساسية التي تقوم عليها الرؤية يدرك أنها تسعى لتوفير بيئة تطلق حاضنات الأعمال، وتوفر فرص عمل للمواطنين من خلال الاستفادة من الموارد البشرية وجذب الاستثمارات!
كما أن المحرك الرئيس لتلك الركائز هو التحول الي حكومة عالية الأداء تتسم بالفاعلية والشفافية، وتمكن القطاع الخاص من خلال المبادرات الوطنية لاكتشاف فرص أكبر حتى يكون الوطن بيئة جاذبة، ومن ذلك رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من ٦٠٠ مليار إلى ما يزيد عن ٧ تريليونات.
لقد ساهمت الرؤية في تعزيز مركز الحكومة وإعادة هيكلة الوزارات؛ لتحقيق كفاءة الأداء والتوافق مع مستهدفاتها القوية من خلال مساهمة التشريعات الجديدة في خلق مواءمة هادفة تحقق الكفاءة لكي تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة من خلال أكثر من ٧٠ إصلاحًا للقطاع الخاص لكي يكون أكثر تناغمًا مع المتغيرات الدولية ويضمن الاستدامة والتمكين الاقتصادي!!
وبالرغم من أن برنامج التحول الوطني يهدف إلى تحقيق التميُّز في الأداء الحكومي، وتعزيز الاقتصاد من خلال تسريع وتيرة مشاريع البنى التحتية إلا أن الهدف الرئيس للحكومة هو تجاوز الصعوبات من خلال الابتكار، وتقيم أداء مبادرات البرنامج، والمساهمة في سرعة تنفيذه بهدف استدامة الموارد الحيوية.
وبنظرة بسيطة لمشروع عابر في رؤية سموه يأتي إطلاق سمو ولي العهد أعمال البنى التحتية لمشروع “رؤى المدينة” في المنطقة الواقعة شرقي المسجد النبوي، والتي تعني بالتطوير العقاري في طيبة الطيبة من خلال رفع الطاقة الاستيعابية بهدف استضافة ٣٠ مليون معتمر بحلول عام ٢٠٣٠م وتنفيذه على أعلى معايير الجودة والدقة من خلال إنشاء ٤٧ ألف وحدة ضيافة؛ تشمل ٩ محطات للحافلات؛ ومحطة قطار مترو؛ ومسار للسيارات ذاتية القيادة؛ ومواقف للسيارات تحت الأرض؛ وتوفير الآلاف من فرص عمل للشباب والفتيات السعوديين!!
ويمكن القول: إن أهم منجزات الرؤية بعد ٦ سنوات “ارتفاع نسبة توطين الصناعات العسكرية إلى ١٢”؛ ٦ ٪ وتراجع معدل البطالة إلى ٨٪ وزيادة نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى ٣٤٪ وارتفاع العدد الإجمالي للمعتمرين إلى ٨ مليون معتمر؛ وزياده نسبة التجمعات السكانية بما فيها الطرفية المغطاة بالخدمة الصحية إلى ٩٤٪ مقابل ٨٤٪ وزيادة أعداد المتطوعين إلى ٧٥٨ ألف مقارنة بالسابق ٢٢ ألف فقط قبل انطلاق الرؤية، وزيادة نسبة الشركات التي تقدم برامج المسؤولية الاجتماعية إلى ٦٠٪ بعد أن كانت ٣٠٪ والتوسع في مشروعات إنتاج الطاقة المتجددة والاستثمار في مجال البحث العلمي والتطور والابتكار!!