أقلام حرةالرياضيةالمقالات

“الإتي”.. احتفالات أبي وبطولات المونديالي

بقلم: محمد بربر

عاد “الإتي” لينتزع موقعه الحقيقي ويحتل الصدارة وتغني الجماهير في المدرجات التي اشتعلت بالصيحات وامتزجت الفرحة بالدموع، فأبناء “العميد” يتوّجون بالدوري، ويرفع حجازي الكأس وسط رفاقه المخلصين، ليسجلوا حلقة جديدة من إنجازات ناديهم، ينادون على مهارات الأسطورة حمزة إدريس، ويتغنون بأهداف محمد نور، ويشتاقون إلى أهازيج النصر طوال القرن الماضي، ويقفزون مع “رومارينيو” ويحتفون بشباب “الاتحاد” وتتعالى الضحكات الصافية في قلب ملعب الجوهرة المشعة بمدينة الملك عبدالله الرياضية.. يا فرحة طالت علينا!

أنا اتحادي.. من يوم ميلادي
من صغر سني.. أهتف باسمه أنادي

كان والدي حين ينتصر “العميد” وهو المُحب للمملكة وأهلها وناديها يأتينا بالحلويات، ونغتنم الفرصة فنطلب ما نريد، نعرف أنه لا يرفض طالما فاز “الاتحاد”، ثم يتواصل هاتفيًا مع أصدقائه المقربين ليتبادلوا التهاني والتبريكات، أنظر إليه وكنت طفلا في العاشرة من عمري، فأشعر أنه امتلك الدنيا، وأبتسم لفرحته.

أحببت الاتحاد منذ صغري، وفي مصر “الزمالك”، كان انحيازي دائمًا لنادي الشعب، الإبداع، الفن والمهارات، النزاهة والإمتاع، وصوت الجمهور.. آهٍ من صوت الجمهور في المدرجات، قلوب نقيّة تنتمي بإخلاص ودأب وتدفع مقابل ذلك كل ما تملك بحب وتضحية وامتنان.

في سنوات المراهقة كنت أحب مشاهدة المباريات القديمة، وحوارات اللاعبين السابقين، فتشكّلت شخصيتي بحب العراقة والأصالة، وأخبرني أبي – قبل يومين فقط – أن “الإتي” وهي تسمية محببة له، اقترب من الاحتفال بالمئوية، لكنه لحظة التتويج بالدوري قرر الاحتفال معنا على طريقته ساخرًا: “هستنى ليه.. الاحتفال إتنين”، لكني كنت أتمنى تواجدي في الاستاد للمشاركة في الاحتفالات.

قالوا لي عادي.. حب النوادي
عاشق مغرم متيم.. وتقولوا عادي

قريبًا نرى المونديالي في بطولة كأس العالم للأندية 2023، وثقتي أنه على موعد لتحقيق إنجاز جديد وسط الكبار، في ظل مجموعة مميزة من اللاعبين الذين يستحقون كل الدعم، إلى جانب مدير فني كفء وإنسان يمتاز بالرؤية والبصيرة والحُلم وتجاوز الصعاب.

وأتمنى أن تستمر إنجازات الاتحاد الذي سبق أن حقق لقب دوري أبطال آسيا مرتين متتالية، وكأس الكؤوس الآسيوية مرة واحدة، وكأس الخليج ودوري أبطال العرب لقب لكل منهما، فضلا عن لقب الدوري 9 مرات، وكأس الملك 9 مرات، وكأس ولي العهد 8 مرات وكأس الاتحاد السعودي 3 مرات، وكما كان في السابق سفير المملكة في الكثير من البطولات، نتمنى أن يواصل المسيرة، وتتوالى الكؤوس وتتعالى صيحات الجمهور في كل مرة، ولتبقى في قلوب محبيك يا الإتي.

المونديالي.. فخر بلادي
أصفر وأسود مقلم سكن فؤادي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button