فني رعاية مرضى…..وماذا بعد؟!

استوقفتني زميلة للسؤال عن فتح التجسير للتمريض بكلية التمريض بجامعة الملك عبد العزيز، ورددت عليها أنه حاليًا مقفل ونتطلع لإعادة فتحه مرة أخرى؛ حيث إنه متطلب هام ومستمر من كوادر التمريض في وطننا الغالي. كما ويعد إعادة فتحه متماشى مع متطلبات المنظمة العالمية للتمريض، والذي ينص على أن يكون الكادر التمريضي حاصلًا على درجة البكالوريوس في التمريض كحد أدنى وذلك لضمان سلامة المرضى, وحاليًا جُل المستشفيات العالمية تطبق ذلك بلا هوادة أو تقاعس.

خلال حديثنا سألتها عن بعض التفاصيل عن عمل ابنتها وعلمت أنها درست برنامج فني رعاية مرضى, وحينها تلعثمت حيث إنها كانت متأملة وبشدة في (تجسير) ابنتها لدرجة البكالوريوس في التمريض في إحدى الجامعات سواء محلية أو دولية. وأبلغتني أنه حين سجلت للبرنامج تم إفادة ابنتها أنها ليست تمريضًا!, وحيث إنها زميلة وألحت في السؤال التالي: “هل لو فتح القبول (لتجسير) التمريض يمكن لابنتي التقديم أم لا؟؟”. وأحببت أن أكون متطلعة للمستقبل بردي التالي: “يعتمد على معايير القبول في التجسير والتي حاليًا ليس من ضمنها خريجو فني رعاية مرضى”. وأشرت لها أنه يوجد عدد من الجامعات لديها برامج (تأهيلية) لدرجة بكالوريوس التمريض تستهدف خريجي كليات العلوم.

شرحت لها الفرق بين برنامج بكالوريوس (تجسير) التمريض، وأن أحد متطلباته الالتحاق بالبرنامج أن يكون خريج برامج (تمريض) سواء بدرجة فني أو دبوم. أما البرامج (التأهيلية) لبكالوريوس التمريض أو بمسمى آخر التسريعي فالمستهدف فيها خريجو تخصصات علمية؛ لتأهيلهم للتمريض مثل العلوم وغيرها في بعض الدول. وفي كلا البرنامجين يحصل الخريج على درجة البكالوريوس في علوم التمريض، ويمكن استكمال الدراسة للماجستير أو الدكتوراة في علوم وتخصصات التمريض محليًا ودوليًا.

أما برنامج فني رعاية مرضى يؤهل الخريج للعمل (مساعد) لأخصائي التمريض في تقديم الرعاية الصحية للمرضى وإعداد الأدوات والآلات المطلوبة للفحوصات السريرية، وتدوين كافة البيانات الشخصية والحيوية للمرضى في السجلات اليدوية والمحوسبة. كما أن أحد شروط الالتحاق بالبرنامج هو أن يكون المتقدم حاصلًا على درجة البكالوريوس في أحد تخصصات العلوم التالية: أحياء، أحياء دقيقة، تقنية حيوية، فيزياء، كيمياء، كيمياء حيوية، وهذا البرنامج تقدمه الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بالتعاون مع بعض الجهات لتدريسه سواء مستشفيات أو جامعات وهو منتهٍ بالتوظيف. والهدف من إنشاء هذا البرنامج هو خلق فرص وظيفية لخريجي كليات العلوم، والذين تزايدت أعدادهم ولا يوجد لهم وظائف في سوق العمل، وكذلك دعم كادر التمريض بمساعدين لهم خاصة في المهام التي تأخذ جل وقتهم مثل العناية الأولية بالمرضى كترتيب السرر والعناية الشخصية بالمرضى، وأخذ البيانات الحيوية، وغيرها من المهام التي كانت منوطة بكوادر التمريض.

والسؤال المتكرر والذي أمطرتني به الزميلة وعدد من الزملاء والزميلات في لقاءات مختلفة “لماذا لا يتم النظر في قبول خريجي برنامج فني رعاية مرضى في برنامج (تجسير) بكالوريوس التمريض بما أن المهام المنوطة بهم هو كمساعد ممرض؟؟”. وكان ردي عليهم أنني مؤمنة أن عملية تطوير الموظفين هي إستراتيجية يعمل عليها الفرد ومنظومة العمل للارتقاء بمهارات الموظفين في بيئة العمل؛ وذلك يعود بالمنفعة للأفراد والمنظمات, كما وأن الجامعات السعودية لا تتوانى عن دعم كوادر الصحة والعمل الدؤوب لما فيه مصلحة لهم وللوطن، وفي ظني المتواضع كعضو هيئة تدريس ساهم في إعداد ومراجعة العديد من البرامج الأكاديمية.. إن إدراج برنامج لمعايير القبول لبرامج أخرى يتطلب عددًا من الخطوات وأسرد بعضها كالتالي:

1- مراجعة البرنامج من جهة علمية أكاديمية من الجامعات السعودية؛ لضمان المقارنات المرجعية الدولية والمحلية.

2- أن يكون للبرنامج ساعات كلية وتفصيلية لمقررات معتمدة في السجل الأكاديمي.

3- عمل المعادلات الأكاديمية حسب اللوائح المنظمة بالجامعات.

4- تقيم الجهة المقدمة للبرنامج أكاديمية أم غير ذلك.

4- موافقة الجهات المنوطة في تجسيرهم أو تأهيلهم للتخصص.

كأم أحسست بمشاعرها، وهي تنهال عليَّ بالأسئلة من هنا وهناك وتطلب مشورتي في هل تقدم ابنتها على الماجستير في تخصصها العلوم، والتي حصلت على درجة البكالوريوس فيه؟؟ ومن ثم الدكتوراة؟؟ أو تطور نفسها في المجال الذي تعمل فيه الآن كفني رعاية مرضى؟؟ وهل هناك فرص مستقبلية للدراسة فيه؟؟ كزميلة أعطيتها عددًا من المقترحات من هنا، وهناك ويبقى على ابنتها التفكير واتخاذ القرار السليم والمناسب، وأسأل الله لها ولخريجي البرنامج التوفيق والسداد.

– جامعة الملك عبد العزيز