” الكتابة خرافية لشخص ٍ لا يتحدث كثيـراً ” استوقفتني كثيـراً تلك العبارة وبدأت أتأملها فغصتُ في تفاصيلها وبدأتُ أنثر أمامي الكثير من الأفكار التي تشبهني وغيرها الكثير التي لا تشبهني لذا تساؤلات كأنّها نزف حروف على ورق العمر !
ما الجاذبية في الكتابة ؟
لماذا تغرق أحلامنا بكامل أناقتها في قلب الكاتب ، فيكتب قصيدةً أو مقالةً أو قصّة أو روايةً فيعيش تفاصيلها وحين ينتهي منها ، يسترخي تماماً كالنظرة الثاقبة في مرآة الضمير !
ما الذي يدفعه للكتابة ؟
حين يعتقد بأنّ أحلامه وآماله تعانده ولا تتحقق ؟!
هل كانت الكتابةُ ولادة فكرة ؟
ولا تسأل عن تلك الولادة فهي ولادة بعملية قيصرية البكاء فيها هو من يشارك القلم والألم !
الولادة الأخرى التي تنهمر كالمطر تناسب بخفّة على روح الحياة ووجه الشمس المشرق !
الولادتان وجهان لعملة واحدة وهي الكتابة التي تتشكّل أمامنا هي بفعل أفكارنا ورؤيتنا للحياة والعالم من حولنا !!!!
الكتابة لها من الدافعية ما يجعلنا نعيش عمراً جديداً مليئاً بالمتعة والغناء والفن والإبداع ، فالكتابة حاجة ملحّة للتنفيس والبوح وترميم انكساراتها وجبر خواطرنا !
الكتابة الدهشة التي تثير فينا فضول الكتابة أكثر وأكثر ، الكتابة من تبعثنا من النسيان وتلملم شتاتنا فنبدو واثقين متماسكين مؤمنين برسالتها الإنسانية السامية ، الكتابة انتصارات من رحم الإحباطات وطريق محفوف بالكثير من المتاعب والصعاب ولكن نجد في هذا التعب لذّة لا تقاوم !
الكتابة مزيج إنساني فيها من العوالم ما يجعلنا نسرد ونقص ونروي ونحكي … إلخ ننتهي من الكتابة ثم نسطّر كتابتنا الأولى نتأمل علامات الترقيم نعيش كل تفاصيل الكتابة حتى لا نسقط أو نتراجع أو نغيب
عن الضوء فالكتابة أن تسير بسراجك فتضيء كل الدروب التي تسير فيها ومنها !
جاذبية الكتابة حين تجد نفسك في لذّة الإمساك بقلم من تلابيبه ، ثم الإتيان بالفكرة وربطها حتى لا تهرب ثم ترسم منها ألواناً من قوس قزح الحياة فتصبح شعراً أونثراً يقرأ الجميع ويسأل من كتب كل كل هذا الجمال ؟
وفي فلسفتي الخاصة بالكتابة أراها الإيجابية المشرقة والإنجازات الرائعة والكتابة لفهم الحياة أكثر وأكثر وقبلها القراءة العميقة التي تبني شخصية الكتابة في صاحبها .
الفكرة الأخيرة :
يقول جورج أورويل في كتابه
(لماذا أكتب ؟) مُجيبًا عن هذا السّؤال
من عدّة دوافع :
الأوّل :
حبّ الذّات الصِّرف: الرّغبة في أنْ تبدو ذكيًّا، أنْ يتمّ الحديث عنك، أنْ تُذكَرَ بعد الموت، أنْ تنتقم من الكِبار الّذين وبّخوك في طُفولتك .
والثّاني :
الحماس الجماليّ: إدراك الجَمال في العالَم الخارجيّ، البهجة من أثر صوتٍ واحدٍ على الآخَر. في تماسُك النّثر الجيّد، أو إيقاع قصّة جيّد.
والثّالث :
الحافز التّاريخيّ: الرّغبة برؤية الأشياء كما هي، لاكتشاف حقائق صحيحة، وحِفظها من أجل استخدام الأجيال القادِمة.
والرّابع :
الهدف السّياسيّ: الرّغبة في دَفْع العالَم في اتّجاهٍ مُعيّن؛ لتغيير أفكار الآخَرين حول نوع المجتمع الّذي ينبغي عليهم السّعي نحوه .