عرضت إحدى أمانات المدن لدينا، صورة من الشارع لمجموعة قطط رابضة على جانب الطريق بأحد الشوارع، وكتبت الأمانة شرحًا للصورة يقول: (نقوم بتطعيم القطط وإعطائها اللقاحات التي تضمن سلامتها، ثم يتم عرضها للتبني أو إعادتها للأحياء السكنية) !!
شيء جميل جدًا أن يهتم الإنسان بالحيوان، ولكن الأجمل أن يكون الاهتمام بالإنسان أولًا كمرحلة أساسية ثم يأتي الاهتمام بالحيوان ثانيًا كمرحلة ثانوية ..
كنت أتمنى من مندوبي تلك الأمانة الذين كلفوا بمهمة متابعة القطط والوقوف على احتياجاتها، أن يلتفتوا للشوارع المتواجدة في مدينتهم وفي المدن الأخرى، سواءً ذلك الشارع الذي تربض على جانبه القطط أو غيرها من شوارع المدينة ..
ولا شك أنهم لو قاموا بذلك سيكتشفون الكثير من السوءات والملاحظات الجديرة بالاهتمام والخاصة بالإنسان، ومن ذلك كثرة الحفر والمطبات والنتوءات التي لا يخلو منها أي شارع إلا ما ندر، خصوصًا شوارع الأحياء السكنية بما فيها الشريان الرئيسي لكل حي والمتفرع من الطريق العام، كنت أتمنى أيضًا أن يلتفتوا لحفريات خدمات الأحياء المتعددة وما يتم خلالها من تلاعب المقاولين أثناء التنفيذ، فما أن ينتهي كل مشروع حتى تبدأ تظهر عليه أعراض الشيخوخة جراء التنفيذ السيئ، فليس هناك دفنية جيدة ولا رص للدفنية ولا سفلتة بالشكل الصحيح، وإنما هي مسألة اجتهادات وتنفيذ روتيني سريع للمشروع بشعار (مشي حالك) مقابل الحصول على الاعتماد اللازم ومغادرة المكان، لتنتهي مسؤولية المقاول دون أن يُحاسب على سوء عمله بعد أن قبض الثمن !!
وكنت أتمنى للمرة الثالثة، أن تلتفت الأمانات لحاويات الزبالة الموزعة على شوارع الأحياء، والتي تمتلئ وتفيض ثم تتراكم النفايات بجوارها قبل أن تصلها سيارات الأمانات المعنية بالنظافة، هذه الملاحظة بالذات أصبحت ظاهرة منتشرة في جميع الأحياء، وأماناتنا الموقرة تظهر اهتمامها بالقطط !!!
كنت أتمنى وما أكثر الأمنيات، أن تهتم الأمانات بالتنسيق مع الجهات المعنية بسرعة إنجاز تغطية شبكات الصرف الصحي، حتى تتخلص شوارعنا من شاحنات الصرف الصحي التي تجوب الشوارع ليلًا ونهارًا بروائحها النتنة وتسريباتها القذرة التي ترش بها الطريق، هذا فضلًا عن تدميرها للشوارع بسبب ثقل حمولتها وسوء وخلل تنفيذ الطريق من الأساس..
كنت أتمنى وهذه هي الأمنية الأخيرة، أن تترك تلك الأمانة وأخواتها الأمانات الأخرى الاهتمام باحتياجات القطط، حتى تنتهي مشاكل واحتياجات البشر.
0