المقالات

بعض من طرائف الحج!!

مع موسم الحج تكثر الطرائف، ولا يخلو الأمر من اجتهادات العامة حول أمور الحج، وهناك الكثير من المواقف الطريفة التي تصدر من الحجاج أثناء أدائهم لفريضة الحج، تتراوح بين المضحك والمحزن وبين إيماني وروحاني؛ وهي غير مستغربة لاختلاف الأعراق والأجناس والبلدان والعادات والتقاليد ومستوى التعليم للقادمين للحج، وهذا تصديقًا لقوله تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، (سورة الحج الآية 27).
من المواقف الطريفة؛ الحاج الذي سأل إن كان يتوجب عليه تغطية وجهه أثناء أداء فريضة الحج؛ لأنه يحج عن أمه، وآخر يسأل هل يجوز له الزواج بعدما أدى الفريضة أم أن الحاج لا يتزوج مطلقًا؟!
ومنها أن رجلًا جاء إلى المأمون وقال له: أريد أن أحج إلى بيت الله وليس معي نفقة، فأجابه المأمون: إذن سقط عنك الحج، فصاح الرجل قائلًا: جئتك طالبًا لا مستفتيًا.
ويصاحب رمي الحجاج للجمرات عادةً بعض المواقف الطريفة، حيث إن البعض منهم يتوهم أنه يرجم إبليس بذاته، فترى البعض من الحجاج يتحدث معه أثناء رمي الجمرات.
أو كما قال أحد الحجاج أني كنت أصلي في الحرم المكي، وبسبب الازدحام أراد أحد الحجاج أن يمر من أمامي، فمدت يدي لكي أمنعه فصافحني بحرارة!!
وقديمًا كانت الدواب وسيلة النقل الشائعة بين مدن الحج، ذكر الكاتب، أن الشيخ علي الطنطاوي حكى عن رحلته الأولى للحج عام 1953م، قائلًا: “هل تصدقون أننا قطعنا الطريق بين جدة ومكة في 12 ساعة؟ هل تصدقون أنه خرج معنا من جدة أناس يركبون الحمير فسبقت السيارة الحمار بساعة واحدة فقط؟”.
وفي حادثة أخرى لم تخل من الطرافة، أعلنت شركة “الطيران العراقية” في ثلاثينيات القرن الماضي، عن أول رحلة طيران إلى المملكة وعملت على طمأنة الحجاج الخائفين بأنه في حال سقطت الطائرة وماتوا؛ فإنهم سيدخلون الجنة على الفور، لحصولهم ثواب السعي للحج.
وللدلالة على أهمية دور العلماء في إرشاد الحجاج، ذُكِرَ قيام أحد الحجاج قديمًا بالطواف من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة الظهر ظنًا منه أن الطائفين يبدؤون الطواف معًا وينتهون معًا. وعن الحاج الذي ظل واقفًا حتى أدركه المساء في عرفة، وعند سؤاله، قال: أليس اسمه الوقوف بعرفة؟!
هذه مجرد عينة من المواقف الطريفة للحجاج أثناء أدائهم لشعيرة الحج، والتي استمرت حتى بزوغ فجر الدولة السعودية المباركة، التي أمنت الطرق ويسرت السبل، وبذلت الغالي والنفيس لعمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين لبيته الحرام والزائرين لمسجد نبيه الكريم -صلى لله عليه وسلم-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى