اتصفت مكة بجفافها وقلة أمطارها وانعدام الأنهار فيها، وبالتالي ندرة المحاصيل الزراعية، فتجدها تكاد أن تكون قليلة الأمطار ومحاصيلها قليلة جدًا لا تكفي بأي حال من الأحوال حاجة سكانه، ناهيك عن مئات آلاف الحجاج الذين كانوا يأتونها سنويًا.
ولكن هناك عامل خفف من قسوة التضاريس والطبيعة القاحلة لمكة، وهو قُربها من المناطق الزراعية حيث أحاطت بها القرى التي تكتظ بسكانها من المزارعين ورعاة الماشية؛ فكانوا يرتادون مكة في كل يوم؛ ليبيعوا محصولاتهم الزراعية من حبوب وفواكه وخضار وحيوانات، وبالتالي يشترون ما يحتاجون إليه من السلع التي لا تتوفر إلا في أسواق مكة.
وأهم المناطق منطقة الطائف التي تُعتبر من أهم مخاليف مكة الزراعية وبينها وبين مكة ستين ميلًا، وهي مدينة تمتاز بكثرة بساتينها المنتجة للرمان والعنب والليمون والفواكه الحسنة، والتي تجد طريقها إلى أسواق مكة.
كذلك كان لوجود القرى الزراعية القريبة منها مثل قرى بطن نخل، وهي إلى الشرق من مكة ذات عيون ومزارع وأغلب فواكه مكة، وبقولها منها.
أما بطن مر فيقع إلى الشمال من مكة بمسافة ستة عشر ميلًا، وهو وادٍ خصيب كثير النخل تجرى به المياه التي تسقي الأراضي الزراعية التي بها الخضار والثمار والميرة، ويمتلك أغلب مزارعها سادة وأثرياء مكة، الذين اهتموا بالناحية الزراعية، واستثمروا كثيرًا من الأراضي، وقاموا بزراعتها؛
وبذلك أصبحت مكة تعتمد في مؤونتها على ما يرد إليها من المناطق التي خارج حدوده.
0