بعد أن يكتشف أحد الزوجين الخيانة الزوجية، ويعترف الطرف الآخر بالعلاقة المحرمة، والخطأ الذي ارتكبه، وأنها كانت مجرد نزوة، ثم يؤكد توبته، وندمه ، ويقلع عن الخيانة، ويعزم على أن لا يعود إليها، ويعاهد الله، ثم يعاهد زوجه على عدم العودة، ويكون جادًا قولًا وفعلًا، بالإمكان اعتبار أن خيانته مجرد خطأ وقع فيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون».
ويمكن قبول توبة الزوجة الخائنة أو الزوج الخائن، ولكن لا يُذّكر الزوجان بعضهما بالخيانة في المستقبل، وقطع التفكير في الماضي، والثقة التامة بشريك الحياة، وحسن الظن به، وبصدق توبته، وعدم الشك فيه ولا حتى بنسبة ١ ٪ بأنه لا زال يخون، لذلك حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظن فقال: “إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، … ولا تَجَسَّسُوا…” وكذلك الاقتناع التام والأكيد بأن الخائن قد أقلع عن الخيانة ولن يعود إليها، وعدم مراقبته أو التجسس عليه، لأن التجسس مرفوض شرعًا، في قوله تعالى: ” ولا تَجَسَّسُوا” وحتى لا يعيش المتجسس في شقاء، ولأن الشك وعدم الثقة والمراقبة، قد تفسد الزوج أو الزوجة وقد تقود للانتكاس، كما أن الانخراط في الخيانات دمار للأسرة ويؤثر على نفسيات الأولاد وهلاك للمجتمع.
وبعد التوبة من الخيانة، على الزوج أو الزوجة غمر بعضهما بالحب والمودة، مع التركيز على إسماع الزوجة كلمات الحب واستشعار أن كلمة الحب قد وصلت داخل أذنها ، أو الاقتراب منها والهمس بكلمة الحب داخل أذنها، والتحديق في عين الزوجة بل التركيز في لون العين، ولمس أصابع يدها، وكذلك الاهتمام والإشباع الجنسي، وما يجب على الزوج يجب على الزوجة أيضًا، وجميلٌ تكرار شهر العسل من فترة لفترة ، بهدف التجديد في الحياة الزوجية وكسر الروتين والملل.
وكذلك مكافأة الخائن على الإقلاع عن الخيانة الزوجية وإكرامه، بالتعامل الحسن، وبالهدايا، فإن الله يقبل التوبة من عبده ويعف عنه، بل ويبدل سيئاته حسنات “والله عفو ويحب العفو”، لأنه سبحان يعفو عن عبده ويحب أن يعفو العبد على العبد، وقد قال الله تعالى: “فمن عفا وأصلح فأجره على الله” وأما إن عاد أحد الزوجين إلى الخيانة فليعلم أن الله رقيبه وحسيبه.
وتنصح الزوجة التي تكتشف علاقات زوجها النسائية أن تدعو له بالهداية وتستره ولا تفضحه وتجعل ما سمعت أو ما رأت بينها وبين ربها، لأن مصارحة الزوج ربما تجعله يتمادى في الخيانة، لأن أمره قد انكشف لزوجته وللأهل ولم يعد يفرق معه شيء.
أما الزوج فلا يقبل استمرار الخيانة من زوجته لأنه بذلك يكون ديوث والديوث هو الذي يرضى الفاحشة في أهله، يرضى بأن تزني، يرضى بفعلها الفاحشة والديوث كما جاء في الحديث الشريف لا يشم رائحة الجنة أما إذا تابت الزوجة توبة نصوحًا يفضل أن يقبل الزوج توبتها لأن الله قال: “والصلح خير” شريطة أن يمحو من ذاكرته تلك الخيانة، وينسى ما حصل، وعفا الله عما سلف.
مستشار أسري واجتماعي ونفسي ومعالج إدمان