المقالات

الطريق إلى مكة

دائمًا ما نسمع ذلك المثل العالمي الذي يتداوله الناس من حين إلى آخر والذي يقول: كل الطرق تؤدي إلى روما إلا أن هذا المثل في السنوات الأخيرة بات من المُناسب أن يكون كالتالي: كل الطرق تؤدي إلى مكة؛ خاصة ونحن إمام إحدى أهم مبادرات وزارة الداخلية التي أطلقتها في السنوات الأخيرة ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وجعلت شعارها (الطريق إلى مكة)؛ حيث تهدف هذه المبادرة إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من خلال إنهاء إجراءاتهم من بلدانهم بكل سهولة ويسر، بدءًا من إصدار التأشيرة الإلكترونية، وفحص العلامات الحيوية للحاج، ومروًرا بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توفر الاشتراطات الصحية اللازمة لأداء فريضة الحج، وانتهاء بفرز الأمتعة وترقيمها وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة العربية السعودية.

نعم.. إنه الطريق إلى تلك الرحلة الإيمانية التي ينال من خلالها كافة العاملين في الجهات ذات العلاقة شرف خدمة ضيوف الرحمن الذين يتوافدون إلى أطهر البقاع من كل فج عميق؛ وذلك وفق منظومة خدمات عالمية من كافة القطاعات المعنية بخدمتهم، وباتباع أفضل السبل والوسائل في إطار رؤية المملكة المباركة 2030؛ حيث تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق رسالة الإسلام الخالدة، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارة ضيوف الرحمن لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وإبراز الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين منذ بداية رحلة الحاج، وحتى عودته إلى بلاده سالمًا غانمًا.

وعلى هذا الأساس فإن مشروع القطار الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقطار المشاعر المقدسة، ومشروع حافلات مكة تُعد جميعها جزءًا من الاستراتيجية الشاملة للنقل العام واستكمالًا لشعار الطريق إلى مكة المكرمة، والتي تهدف في مضمونها إلى إحداث نقلة نوعية في تطوير وسائل النقل العام الداخلي الذي يلعب دورًا هامًا في تقليل أعداد السيارات في الشوارع والطرقات، مما يؤدي إلى تقليل نسبة التلوث البيئي والازدحام والحوادث المرورية، ومنح مكة المكرمة والمدينة المنورة نظام نقل عالمي آمنًا وموثوقًا لخدمة ضيوف بيت الله الحرام.

وقطعًا، فإن هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي تتبناها كافة قطاعات الدولة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن تُعد ثمرة توفيق من الله -عز وجل- أولًا وأخيرًا، ثم بعزم قيادتنا الرشيدة وتوجيهاتهم للمعنيين بخدمة ضيوف الرحمن، وإدراكهم لمفهوم مكانة هذا البلد المعطاء الذي اختصه الله العلي القدير دون سائر الأمم والشعوب، بخدمة الحجاج والمعتمرين، وكذلك بتضافر جهود الجهات الحكومية والهيئات الأهلية التي نالت هذا الشرف العظيم بمشاركتها في أداء هذا الواجب الديني والوطني والإنساني غير المحدود.

همسة قلم:
هذه الرحلة المباركة تملأ قلوب الحجيج بريح الشوق ولهفة الوصول إلى مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة!

عبدالرحمن العامري

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى