■ يكثر في بيئة العمل وبين الموظفين ما يسمون بأعداء النجاح أو التنافس غير الشريف للوصول إلى كرسي السيادة أو فقط لإحداث الفوضى بين الموظفين، وقد تتأثر الدائرة بهذا، ومن ثم تُصاب بسرطان الفشل الذي يُسمى في المصطلح العام بالفساد الإداري والمالي.. أو تكون هناك شرارة يوقدها موظف بسيط وصغير حاقد وحاسد لا يريد أن يعمل ولا يدع غيره يعمل؛ فيسخّر عقله وفكره في إحداث الفوضى والنكد على الآخرين، وقد يكون منافقًا وقريبًا من مديره أو من وزيره؛ فيعبث بعقله بالنفاق والكذب والتحايل والنصب حتى يفسده ثم السقوط في هاوية الخيانة .. وكل هذا وذاك لن يستطيع الوزير أو المدير أو القائد أن يعرفهم، وقد يصل الأمر في زيادة عدد المتفرعنين بجبروتهم وظلمهم للآخرين، ويكثر ضحايا التظالم، ولربما دعوة مظلوم في دجى الليل وافقت ساعة إجابة فينصرها الله من سابع سماء وتهلك ذلك الظالم … وأنا أكتب هذا المقال وضعت نفسي محل ذلك الوزير أو المدير ..فماذا أصنع حتى أقضي على التظالم وأنصر المظلوم ..
مع بداية أول يوم دوام أبحث فيه عن من يُساعدني بسرية كاملة آخذ من كل قسم أو دائرة شخص واحد …حتى أكوّن مجموعة بعدد الاحتياج، وأجتمع بكل واحد منهم على حدة خارج الدوام؛ وكأنه الوحيد أكلفه لهذه المهمة، وأطلب منه أن يقوم بمهام الجاسوس الحميد لا المذموم ثم أخبره بدوره وبأهدافي الشريفة والصادقة، وأخبره بأن المهمة صعبة ونبراسها الأمانة التي يسألنا الله عنها يوم القيامة، وحتى نُراقب سير العمل بما يرضي الله، وعن مدى تكيف الموظفين مع بعضهم بعض ونبذ السيئين ونقل الصورة الحقيقة عن أي أي مخالفة أو خلاف بسرية تامة.. وهنا أكون وضعت عيوني في كل قسم أو دائرة، وهذا لا يمنع أن أجعل ذلك الجاسوس فترة ٣ إلى ٤ أشهر تحت التجربة حتى لا أتورط معه في عملية تصفية حساباته مع الآخرين.. وبعد التأكد التام من أمانة الجاسوس هنا أكون مرتاح الضمير.. وحال وقوع أي مشكلة أو تقصير أو مظلمة .. على الفور أطلب من الجاسوس برفع تقرير مفصل عن كل من تورط وعن تفاصيل الحادثة والأسباب والمتسبب قانونًا ونظامًا… ثم أصدر الحكم وأنا مرتاح الضمير ..ولعل ما قام به ذلك الجاسوس أنقذ المؤسسة من السقوط بل أزال التظالم ونصر المظلوم .. وبهذا تتحقق المثالية والعمل الشريف، والتعاون والترابط، والانضباط الوظيفي والإنتاج المستديم وإعطاء كل مجتهد نصيبه.
أما لو أن المدير وضع جاسوسًا؛ لهدف جلب معلومات عن الموظفين وماذا يتحدثون فيه أو يتحدثون عني ومن يشتمني أو يذمني..وما خفي كان أعظم إلا أن هذا العمل يعدُ باطلًا وما بني على باطل؛ فهو باطل وطالما هو باطل؛ فأكيد يكثر فيه تصفية الحسابات ونقل الأكاذيب والنفاق، وينتشر الظلم؛ ليخلق بعدها الفساد الإداري والمالي والاجتماعي والاقتصادي.. فلو كنت وزيرًا لزرعت في كل دائرة جاسوسًا حميدًا. لا مذمومًا….ااا