المقالات

قصة قصيدة للزمخشري!!

رسالة وصلتني على الواتس من أخي الحبيب معالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز السراني رئيس جامعة طيبة؛ محتواها أبيات من قصيدة (أهيم بروحي على الرابية) للشاعر المكي الزمخشري، بمناسبة دخول شهر الحج، وكعادة رسائل معاليه تفيض بالحكم والقيم والمثل. الرسالة جعلتني أستعيد لياقتي؛ لأكتب ما أعرفه عن قصة نظم هذه القصيدة فأقول وبالله التوفيق:
كان الشاعر والإعلامي المكي الكبير وأحد أهم رموز الأدب والإعلام في المملكة الأستاذ (طاهر بن عبدالرحمن زمخشري) -رحمه الله- في أوائل الخمسينيات الميلادية في زيارة لمدينة القاهرة العاصمة المصرية، وكان وقتها يستعد لطباعة أحد دواوينه الشعرية، وفي حفل عشاء دعي إليه في منزل الأستاذة (همت مصطفى) إحدى المذيعات المصريات في تلك الفترة، وأثناء الحفل بشرتهم المضيفة بخبر رؤية بداية شهر ذي الحجة في المملكة في العام 1377هـ، لم يتمالك نفسه (بابا طاهر) كما كان يُلقب به، وشعر بغصة وألم، واستأذن الجميع وخرج يهيم في شوارع العاصمة المصرية القاهرة، يذرف دموع الشوق والحزن كونه بعيدًا عن محبوبته مكة المكرمة في أيام الحج البهية، وجلس يكتب قصيدة (أهيم بروحي على الرابية)، والتي تعد رائعة من الروائع التي قدمها الشاعر خلال مسيرته الشعرية، وبعد عودته إلى المملكة قابل الفنان والموسيقار الكبير الأستاذ (طارق عبد الحكيم) الذي اختار من القصيدة 12 بيتًا من أل 24 بيتًا، وهي عدد أبيات القصيدة، ولحنها على (الدانة الحجازية) وغناها بنفسه وبإحساس مرهف عال ورقيق … مع العلم أن هناك البعض من النقاد ممن ينسبون تلحينها في الأساس على أنه يعود إلى فنان الحجاز في تلك الفترة الشريف (هاشم العبدلي)-رحمهم الله جميعًا-، وقد خلدت هذه الأغنية اسم الأديب الراحل (طاهر زمخشري)، ويتم ترديدها إلى الآن، والتي تقول بعض أبياتها:
أهيم بروحي على الرابية
وعند (المطاف) وفي (المروتين)
وأهفو إلى ذكر غالية
لدى (البيت) و(الخيف) و(الأخشبين)
فيهدر دمعي بآماقيه
ويجري لظاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعماقيه
فأرسل من مقلتي دمعتين
أهيم وفي خاطري التائه
رؤى بلد مشرق الجانبين

إلى أن يقول في آخر بيت في القصيدة:
تعيد النشيد إلى أُذنهِ
حنينًا وشوقًا إلى (المروتين)

أحب (بابا طاهر) مصر ومكث فيها سنينَ عددًا، وعشق تونس الخضراء وعاش فيها دهرًا، فقد منحته وسامين الأول وسام الاستقلال والثاني وسام الثقافة. تبنى الكثير من المواهب السعودية الشابة في الشعر والأدب والإعلام والفن، كان -رحمه الله- رجلًا معطاءً نبيلًا رقيقًا. توفى -رحمه الله- في 20 من شهر يوليو 1987م عن عمر يناهز 81 عامًا، رحمه الله رحمة واسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى