المقطع الذي ظهر فيه شخصين في محتوى مرئي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك خلال قيامهما بالإساءة لأحد الوافدين، بظهور أحدهما متنكرًا بزي نسائي أثناء تواجدهما في المركبة، وتوثيق فعلهما ونشره، ما من شأنه المساس بالآداب العامة، وحرمة الحياة الخاصة.
وإن الشخص الوافد الذي تم تنفيذ المقلب فيه، طبيعي كأي بشر ممكن أن يتعرض للفتن، ويراوده شعور ووساوس وأفكار، ولكن لا يفعل المحرم، كما أن الإنسان المؤمن الذي يضعف أمام المعصية ولكن يجاهد نفسه ويقاوم المعصية، أفضل وأجره أعظم عند الله من الإنسان الذي لا تتحرك مشاعره تجاه المعصية، فالأول عانى وكاد أن يقع في المعصية ولكنه جاهد نفسه، وهذا ما لوحظ على الشخص في المقلب، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ.
وقال ﷺ : لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم هذا من رحمته وجوده أنه جل وعلا قدر على عباده وجود الخطايا، ثم يتوب عليهم سبحانه إذا تابوا إليه.
فلا ينبغي للعبد أن ييئس، بل ينبغي له البدار بالتوبة والاستغفار وحسن الظن بالله، ولو فعل ما فعل من الذنوب، لكن عليه أن يجتهد في المحافظة والحذر، والله يتوب على من تاب جل وعلا.
يوسف -عليه الصلاة والسلام- هم بها، وهمت به بعد المراودة، لكن الله عصمه وحماه منها وسلم، وهذا البرهان لم يرد فيه نص واضح، شيء أراه الله إياه حتى كف عن هذا الأمر، ولم يقدم عليه، وحماه الله من ذلك؛ لأنه كان من عباد الله المخلصين.
جاء في تفسير القرطبي: قال القشيري أبو نصر: وقال قوم: جرى من يوسف هم، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل، وما كان من هذا القبيل، لا يؤاخذ به العبد.
وبخصوص الشعور المذكور، فلا يأثم المرء به. فما يعرض للإنسان من الوساوس والأفكار، لا يؤاخذ به، ما لم يعزم على فعل المحرم.
أما مجرد الوسوسة والخاطرة -سواء كانت من حديث النفس، أم من وسوسة الشيطان-، فلا مؤاخذة بها.
مستشار اسري واجتماعي ونفسي ومعالج إدمان