المقالات

شذرات مكية (٧-١٠)

امتازت مكة المكرمة بوجود منشآت تجارية، عُرفت باسم الخانات وفي مصر تعرف باسم الفنادق أو النزل،
ويبدو أن اسم الخان كــان الغالب والمعروف.
في الحجاز على أنه يمكن القول بأن الخان وإن اشترك مع الفندق وأشبهه في بعض النواحي باعتبارهما من المؤسسات التجارية الهامة فهو عبارة عن مبنى ضخم معد لاستقبال التجار وبضائعهم ودوابهم وغيرهم من المسافرين والحجاج، ويحتوي على مجموعة من المستودعات والحوانيت الكبيرة والصغيرة، ويتوسطة فناء واسع على هيئة رواق مغطى؛ لحفظ بضائع التجار وبه إسطبل للدواب، وفي أعلاه عدة أدوار ومساكن.
ويؤدي الخان وظيفة حي قائم بذاته تتوفر فيه المرافق الهامة؛ فهو يشمل مسجدًا صغيرًا، وبئر ماء وميضأة وخزينة عامة، وتقام في حاراته وطرقاته الضيقة المزادات التجارية فتزدحم بالتجار وغيرهم.

ولا شك أن إقامة مثل هذه المشروعات قد ساعد إمرة مكة في تنظيم الحركة التجارية وازدهارها، كما ساعد على توفير الفرص في مجال الاستثمار والتوظيف وتنشيط التجارة، ورفع مستوى المهارة في التعامل والمعاملات التجارية
أدى كل ذلك الى تحقيق المصلحة للاقتصاد المكي وللتاجر المستثمر، وبعد أن كانت الخانات تعمل أول الأمر في التخزين وتنشيط التجارة العابرة تطورت وأصبحت بمثابة أسواق للجملة؛ فكانت الصفقات الكبيرة تتـم فيها بين رجال الأعمال المحليين والتجار القادمين، وأصحبت من أهم حقول الاستيراد والتصدير فكان يجرى فيها التعاقدات وعمليات التخزين والتصريف والنقل والعمليات المصرفية التي تتمثل في إيداع التجار لما يملكونه من ذهب وفضة لدى أمين الخان.
واشتهرت مكة بخاناتها ذات الطابع الخاص المميز؛ فإن كل خان منها اختص بنزول فئة من التجار المختصين ببيع نوع معين من البضائع، ومن أشهرها خان البزازين الذي رسم صورة راقية عن ملامح التجارة الرائجة بمكة المكرمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى