المقالات

وثيقة مكة وتعزيز التعايش السلمي!!

إن الحراك التي تعيشه رابطة العالم الإسلامي شرقًا وغربًا وفي كل الاتجاهات حاليًا، ما كان ليتحقق لولا توفيق الله أولًا، ثم بالدعم الكبير الذي تلقاه الرابطة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. ويعتبر معالي الأمين العام للرابطة الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، واحدًا من أهم القيادات الإسلامية المؤثرة في العمل الإسلامي حاليًا، لجهوده المباركة في تفعيل القيم الإسلامية الحضارية التي تحتاجها أمتنا في هذه الأيام، فقد ساهم معاليه بالحكمة والموعظة الحسنة في تعريف الكثير من غير المسلمين بالصورة الناصعة البياض للإسلام وقيمه الوسطية.
فمعاليه يُعتبر عرَّاب مؤتمر وثيقة مكة، الذي كان برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد -حفظهما الله-، شارك فيه أكثر من ألف عالم ومفتي من كل دول العالم، إضافةً لممثلين من الطوائف الإسلامية، وصدر عن هذا المؤتمر وثيقة تاريخية عظيمة، تُعتبر عصارة جهد كبير، وتوافق في المحتوى بين علماء الأمة، تم تبنيها بالإجماع من منظمة التعاون الإسلامي.
إن ما يواجهه العالم الإسلامي من تحديات في هذه الأيام يحتاج لعلماء يساهمون بسلوكهم الحسن، وعلمهم الغزير، وتواضعهم الجم، في رفع هذه التحديات بالهدوء والحكمة وبعيدًا عن الشعارات التي لا فائدة منها.
فأينما اتجه الإنسان في أوروبا وأفريقيا في وقتنا الحاضر يجد جهودًا مشهودة لرابطة العالم الإسلامي ولمعالي الأمين العام الأستاذ الدكتور محمد العيسى الذي لا يكل ولا يمل -تبارك الرحمن- في تصحيح صورة الإسلام ونشر قيم التعايش السلمي بين الشعوب.
ففي مؤتمر السيرة النبوية واجتماع هيئة علماء افريقيا في نواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال الفترة من 21- 25 أكتوبر 2023م، ركز معاليه- والكلام لفضيلة الدكتور محمد فايد إمام المركز الإسلامي بلندن- على جانب الرحمة النبوية من خلال قوله تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107).
وفي مارس من هذا العام وتحديدًا خلال الفترة من 10-13 مارس 2023م، نظمت رابطة العالم الإسلامي مؤتمرًا دوليًا في العاصمة البريطانية لندن، جمعت فيه القيادات الإسلامية من كل دول أوروبا إلى جمع كلمة المسلمين من خلال وثيقة مكة المكرمة وتعزيز دورهم في التعايش السلمي ورفع قدراتهم؛ ليكونوا مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم. وجمع هذا المؤتمر عددًا كبيرًا من القيادات الشعبية والسياسية والاجتماعية والدينية، ولم يكتفِ باللقاءات العامة فقط بل عُقدت ورشة عمل لمناقشة الأفكار والمشكلات ووضع الحلول لها.
وفي شهر مايو من هذا العام قام معاليه بزيارة غاية في الأهمية إلى مدينة جنيف بسويسرا، وألقى فيها كلمة في الأمم المتحدة واجتمع مع القيادات الإسلامية هناك، كل هذه الجهود تصب في تصحيح صورة الإسلام وتعزيز دور المسلمين.
دعاني للكتابة الإشادات الكبرى من القيادات الأممية والدولية للرابطة وأمينها العام، لجهدهم في وضع مبادرة بناء جسور التفاهم بين شرق القارة وغربها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى