المقالات

ولي العهد وقيادة التحوَّل والتطوير

بَصُر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان سمات البصيرة وصفات القيادة وعزائم القوة وطموح الرؤية ما جعله يختاره وليًا للعهد ورئيسًا لمجلس الوزراء، ويقلده دورًا محوريًا في قيادة التحول التاريخي للوطن واستراتيجيات التطوير والتنمية التي رسمتها الرؤية الوطنية 2030 المحققة لتطلعات القيادة في مستقبل أعظم ازدهارًا وتقدمًا يجعل المملكة رائدة في مسيرة البشرية وخدمة الإنسانية والتي كان عرابها ومحرك دفتها سمو ولي العهد الأمين.

إن ذكرى البيعة السادسة لولي العهد بقدر قصر عمرها من عُمر الزمن إلا أن منجزاتها الكثر العظام تفوق عمرها ويطول ذكرها ويصعب حصرها، ويستعصي حسابها لأنها تجاوزت الزمن والمحسوس إلى الخيال واللا محدود والرؤى الاستشرافية للأمد الممدود، وأضحت حسب الخطط الاستراتيجية والرؤى المستقبلية واقعًا ملموسًا ومكتسبًا حضاريًا نباهي به بين الأمم.
إن المنجزات الوطنية للمملكة العربية السعودية ومظاهر التحول العام في جميع جوانب الحياة السياسية والإدارية والاقتصادية والصناعية والعمرانية والاجتماعية والعلمية والثقافية والسياحية التي تحققت خلال هذا الزمن القصير؛ وبخاصة في مجال الهيكلية الإدارية للأجهزة الحكومية وتطوير الأنظمة وإصدار التشريعات، واستخدامات التقنية والرقمنة والحكومة الإلكترونية والأمن السيبراني والحوكمة، والتقاضي عن بُعد وحماية البيئة والطاقة البديلة والبيئة الخضراء.

لقد سعت القيادة الرشيدة إلى إسعاد الشعب وتوفير الأمن والعدل والرخاء والسكن، وتمكين الشباب والمرأة وزيادة مشاركتها وتطوير التعليم والتدريب، وإفساح المجال للإبداع وريادة الأعمال واقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة، ومحاربة الفساد المعطل لمسيرة التنمية.
كما عملت على بناء اقتصاد قوي ومتين ومتنوع، إلى جانب تطوير الصناعة وتوطينها، فارتفع عدد المصانع وأطلق برنامج “صنع في السعودية”، وبرنامج “شريك” وشركة سير للسيارات الكهربائية والصناعات العسكرية ومدينة الملك سلمان للطاقة وأكساجون وبوتيك وتروحينا وسافي للألعاب الإلكترونية.
الأمر الذي أدى إلى تضَاعُف أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال.
كما أصبحت السوق المالية السعودية “تداول” واحدة من أكبر 10 أسواق مالية حول العالم، ونمت نسبة الناتج المحلي غير النفطي، وارتفعت الإيرادات غير النفطية بمئات المليارات.
وضمن منظومة المنجزات يأتي إنشاء المدن الحديثة العصرية الذكية كنيوم ومطارها وذلاين والفيصلية، والمشاريع العملاقة كتوسعة الحرمين الشريفين وتوفير أرقى الخدمات فيهما وفي المشاعر المقدسة، وبوابة الدرعية، والقدية، وحديقة الملك سلمان ومطار الملك سلمان وطيران الرياض. والمربع الجديد، وجزر البحر الأحمر والمطار، ووسط جدة، وجدة التاريخية، وتطوير العشوائيات، كما عملت القيادة إلى توفير الإسكان لمواطنيها وارتفاع نسب التملك، وتعمل على تصدر الإنتاج العالمي لتحلية المياه، وتوفير الطاقة البديلة، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والمحافظة على البيئة ومنها مبادرتا “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، وإنشاء عدد من المحميات الطبيعية لحفظ الأنواع النباتية والحيوانية.
كما أنشئت الهيئات الملكية لتطوير المناطق والمحافظات، والمناطق الاقتصادية الخاصة الجاذبة للمستثمرين الأجانب.
وقد حلت المملكة في المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى مجموعة العشرين، وحققت المركز الأول عالميًّا في سرعة الإنترنت على الجيل الخامس، و دعمت تقنيته، وجذبت أكبر استثمارات التقنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وارتقت في المؤشر العالمي للأمن السيبراني.
كما اعتني بالآثار والتراث، وارتفع عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي الوطني، ومن ذلك مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، وأطلقت تأشيرة العمرة والزيارة والتأشيرة السياحية الإلكترونية، وارتفعت نسبة نمو قطاع السياحة في المملكة؛ ليصبح الأسرع نموًا في العالم، وأطلقت الفعاليات الرياضية والثقافية والترفيهية العالمية، وخلقت مئات الآلاف من الوظائف في هذه المجالات.

وأعلن التوسع المليوني في أعداد الحجاج والزوار والمعتمرين، وتوفير أرقى الخدمات لهم خدمة للمسلمين وتوسعة عليهم، وإتاحة الفرصة للراغبين في القدوم إلى الأراضي المقدسة، وإثراء تجربتهم في رحلة تتمتع بجودة الحياة والخدمات.

وفوق هذه المنجزات العظيمة سيتحقق -إن شاء الله- ما وضعت لبناته الأولى وما هو مخطط له في ضوء الرؤية الوطنية، والذي يعد في مجمله صناعة لتاريخ جديد وبداية لحقبة حضارية متقدمة لدولتنا المباركة متكئًا على تاريخها المجيد، وتراثها التليد الذي سنعيش به حاضرًا زاهرًا ومستقبلًا باهرًا ستكون به المملكة في مقدمة دول العالم ورائدة للعلوم والصناعات والاقتصاد، وموئلًا لأرباب الأعمال والمستثمرين والباحثين عن الروحانية، والثقافة والرفاهية والترفيه، والسياحة والصحة والتقدم.

وإن الموازنة بين البُعد الديني والبُعد الدنيوي والثوابت والمكتسبات، والقيم والمصالح، والثبات على منهج الوسطية والاعتدال والسلم والانفتاح على العالم وخدمة القضايا الإنسانية، يعد أمرًا رئيسيًا في استراتيجية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وقد سمعنا كلمات سمو ولي العهد وهو يؤكد على احترام القيم واستثمار المكانة الروحية والعراقة التاريخية والثراء التراثي والموقع الجغرافي والمعطيات الوطنية في بناء مستقبل الوطن المأمول، وتعزيز دور المملكة المحوري عالميًا.

– أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز
لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى

أ.د. عبدالله حسين الشريف

أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة - ‏بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى