تعيش المملكة العربية السعودية حالتين وإن كانت في معناهما متضادتين أو متناقضتين إلا أنهما تتسقان في بلادي مع بعضهما في أهدافهما الأمنية المعلنة على صعيد الوطن وقريبا على صعيد عرفات نعم تعيش حالة حرب على مستوى خارطة الوطن ولكنها تعني الحرب على المخدرات في الداخل وعلى جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية وتعيش حالة السِلم وهي تفتح ذراعيها لاستقبال كل من يفد للمملكة بوجه عام ولضيوف الرحمن على وجه التحديد الذين سيقفون الأسبوع القادم على صعيد عرفات الطاهر لبداية مناسكهم حج هذا العام 1444هـ حيث يفدون من جميع دول العالم الشقيقة والصديقة في وسط منظومة من الخدمات ليس بعد وصولهم فحسب ولكن وهم في بلدانهم من خلال مبادرة ” طريق مكة ” بسلام آمنين باتجاه مكة المكرمة والمدينة المنورة بالتعاون مع سفارات خادم الحرمين الشريفين والجهات ذات العلاقة بأمن واستقبال ومتابعة أداء الحجاج مناسك حجهم وزيارتهم للمدينة المنورة بكل يسر وسهولة .
إن رجال الأمن بجميع القطاعات التابعة لوزارة الداخلية والقطاعات العسكرية يقومون بمهام عملهم بكل وطنية ويقظة وجدارة ولم تتوقف هذه على أمن الحجاج فحسب بل يقومون بأداء مهامهم في جميع أنحاء الوطن وعلى رأسها مواصلة الحرب على المخدرات التي آتت أكلها ولله الحمد بأن تم القبض على الكثير من المروجين والمتعاطين وتم التعامل معهم بكل احترافية ووجدت الحملة ترحيبا على مستوى السكان مواطنين ومقيمين كما وجدت صدى على المستوى الخارجي في بعض البلدان التي كانت تشكل مصادر واضحة لهذه الآفة الخبيثة وعلى ألسنة المنصفين في تلك البلدان سمعنا وشاهدنا مقاطع لبعض رموز ومواطني تلك البلدان وهم يمتدحون الحملة ويشيدون بتوجيهات سمو ولي العهد وسمو وزير الداخلية لاجتثاث هذه الآفة التي أطيح بمن كان خلفها سواء المهربين أو المستقبلين والموزعين والمتعاطين وصولا إلى وطن بلا مخدرات كما هي الحملات الناجحة السابقة ومنها حملة وطن بلا مخالف التي قيدت البقاء في المملكة للمقيم بالنظام فقط .
وزارة الداخلية السعودية وهي ترحب بالقادمين للمشاعر المقدسة من الداخل ( مواطنين ومقيمين ) ومن الخارج لم تكتف بحفظ النظام لهم ومتابعة دخولهم والتنسيق مع جميع قطاعات الدولة بل تزيد بالتوعية والإرشاد وتنشر رجال الأمن في جميع المنافذ الحدودية وعبر المطارات والموانئ والمنافذ البرية بدءا وانتهاء بمداخل المشاعر المقدسة مكة وعرفة ومزدلفة ومنى والبيت الحرام والمدينة المنورة ويضرب الجندي السعودي أروع الأمثلة في تعاملهم الراقي مع الحجاج بكل هدوء وسكينة لإيمانهم الشديد بأن خدمة الحاج شرف لقادة هذا الوطن وما لقب أعلى سلطة في البلد التي يمثلها ( الملك ) بخادم الحرمين الشريفين إلا الدليل الساطع بأن هذا اللقب يمكن إسقاطه على كل مسؤول مدني أو أمني بل وعلى كل مواطن سعودي يعتز بهذه الخدمة وأن الهدف العام هو رضاء الله بغض النظر عن أي اعتبارات .
وزارة الداخلية أقامت خمسة معارض للتعريف بخدمات قطاعاتها الأمنية في الوقت الذي وقف الوزراء وجميع الإدارات التابعة للوزارات على جاهزية هذه القطاعات التي ستكون في تناغم تام طيلة فترة الحج قبل وأثناء وبعد أداء الحجاج مناسكهم وهي خدمات كثيرة حكومية وأهلية تخضع لرقابة صارمة ليعيش الحجاج في راحة تامة ولقد ظهرت الخدمات الإلكترونية التي أطلقتها هذه القطاعات وبالذات الأمنية تقدما وتطورا شهد به الحجاج قبل أن يصلوا للمملكة وأصبحت المملكة بانسيابية الدخول لها من الخارج مضرب مثل في أنحاء العالم بما في ذلك الدول المتقدمة والأجمل بأنها بأيدي سعودية أثبتت المرأة السعودية إلى جانب مواطنها الرجل السعودي وكلاهما يعملان بكل تفان وإخلاص وتفوق يثبت ذلك السرعة والإتقان في مواقع العمل .
وللتدليل على حرص الدولة وقيادتها على أداء هذه الفريضة فإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وسمو وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وجميع الوزراء يقفون ويسهرون على خدمة الحجاج طيلة أيام الحج وحتى يطمئنون على انتهاء المناسك ويضعون لافتة ” خدمة الحجاج شرف لنا ” أمام أعينهم قولا وعملا ويعملون على تذليل كل الصعاب وهم يتنقلون بين المشاعر حتى يعودون لبلدانهم سالمين غانمين فشكرا لله ثم لهذا الجهد المبذول لراحة الحجاج الذين في هذا العام بعد أن من الله علينا بالقضاء على كورونا بأن سيصل العدد لمليوني حاج سيقفون على صعيد عرفات يوم التاسع من ذي الحجة بإذن الله .
انعطاف قلم :
شكرا لوزارة الداخلية بوجه عام وشكرا لرجال مكافحة المخدرات على وجه التحديد الذين يواصلون حملتهم لاجتثاث منابع المخدرات إلى جانب عملهم في خدمة الحجاج وشكر خاص لرجال الجوازات سرعة إنهاء الإجراءات عبر المنافذ والشكر الخاص لرجال الأمن الساهرين على راحتنا في كل زمان ومكان .
عبد الله غريب
0