الشذوذ الجنسي (اللواط والسحاق) والذي يسميه الغرب (المثلية) تخفيفًا للمصطلح وتغييرًا للحقائق، هذا الانحراف الأخلاقي الذي تقوده أمريكا ومعها بعض دول الغرب، هو انحراف بشري عن الفطرة الإنسانية والتزاوج الطبيعي بين الذكر والأنثى منذ خلق الله آدم وحواء ..
نعم هذه الجريمة الأخلاقية ليست وليدة هذا الزمن، فهي قديمة منذ الأزل، وقصة قوم لوط معروفة، وما أصابهم من سخط وعذاب رباني في الدنيا قبل الآخرة ..
ولكن الجديد في هذه القضية الشاذة هي شرعنتها واعتمادها في القانون الوضعي الأمريكي، كوسيلة ممكنة للتزاوج بين الذكرين أو بين الأنثيين، وتلك هي الكارثة التي لم يسبق لها مثيل على مستوى تاريخ البشر، ولقد توالت الإجراءات الخبيثة، فتم اعتماد شهر يونيو رمزًا لمساندة (المثلية)، وتم تسخير الإعلام والأفلام والمسلسلات والمناهج الدراسية لخدمة هذا الهدف الهدام للحياة الطبيعية، ولم يسلم حتى الأطفال من خلال أفلام الكارتون الموجهة للطفل، والتي تحمل في مضامينها رسائل واضحة لخلخلة عقلية الطفل وجذبه ولفت نظره إلى الشخصية (المثلية) التي وردت في الفيلم، والتي يتم التركيز عليها والإشادة بها والتعاطف معها، واعتبارها أمرًا طبيعيًا يحقق الحرية في ممارسة الطفل لما يميل إليه جنسيًا بصرف النظر عن جنسه، هذا فضلًا عن دعم تلك الأفلام لمن أراد تغيير جنسه حسب حريته وما يتوافق مع ميوله ورغباته..
كل هذا الحشد الذي يتم في الغرب حاليًا بقيادة أمريكا، يوحي لما بعده من تفعيل وفرض هذا الشذوذ، وإجبار العالم على الاعتراف به وعدم معارضته، بحجة حقوق الإنسان التي تم حشرها في كل ما يدمر الإنسان، ويطمس هويته البشرية السوية التي خُلق عليها ..
هذا الطوفان الأمريكي الشاذ إذا لم يجابه من قبل أحرار العالم، ومن قبل زعماء الدول الإسلامية وقيادات المنظمات الإسلامية، فسوف يطغى ويقوى ويتجبر وربما يصبح وسيلة لابتزاز أي دولة ترفضه، وقد يتطور الأمر ويتجاوز الابتزاز إلى استهداف الدولة الرافضة بالعقوبات الاقتصادية، أو حتى التهديد بالحرب والمواجهة العسكرية ..
هؤلاء الذين يمثلهم بايدن وحكومته (المثلية) فعلاً في بعض وزرائها، إذا لم يتم التصدي لهم بالقوة وبالقرار الحاسم والرافض علنًا وأمام الملأ، فإنهم سيتمادون في غيهم لتحقيق أهدفهم الخبيثة التي ستعم العالم ..
وأشيد هنا بما فعله الرئيس الأوغندي الذي أثبت بأنه حاكم قوي، عندما استشعر الخطر على مجتمعه، فأصدر قرارًا بالإعدام لمن تثبت عليه قضية شاذة، وبالسجن لعشرين عامًا لمن يدعم أو يتعاطف أو يؤيد ذلك السلوك المنحرف والشاذ ..
وأمام هذا القرار الشجاع، لا نملك إلا الإعجاب والإشادة بهذا الرئيس الذي يتحرك في إطار الفطرة البشرية، ونتمنى من جميع زعماء العالم الإسلامي أن يحذون حذوه، فالدول الإسلامية أولى بالتصدي ( للواط وللملاوطين)؛ لأن ذلك من صميم تعاليم الدين الإسلامي، وهذا الرئيس الأوغندي الشجاع – بالرغم من كونه غير مسلم – بادر بالقرار الصارم وفتح الباب لمن يمتلك الشجاعة مثله، ومثل ما قال المثل (ما يفل الحديد إلا الحديد)، ولو بايدن وأشكاله لاحظوا ردة فعل إسلامية قوية وشاملة، شعبية ورسمية مثل مافعل الأوغندي، لخرس وانهزم وفشل مشروعه الشاذ والفاسد والمعطل للحياة الإنسانية الطبيعية.
د. جرمان أحمد الشهري.