المقالات

إلى جنة الخُلد أبا محمد..

تلقيتُ وببالغ الأسى والحزن وخالص الإيمان بقضاء الله وقدره يوم الجمعة الخامس من شهر ذي الحجة، وفي أيام خير وبركة على الأمة الإسلامية، وأنا خارج المملكة خبر وفاة أخًا كريمًا صديقًا مخلصًا، وزميلًا عرفته كرجل كريم معطاء قبل كونه صاحب قرار ومسؤولية.. معالي الأخ د. ناصر السلوم.
فعندما عادت بي الذاكرة بالزمن، واستذكرت أيامًا اتصفت بالأخوة، وتكللت بالنجاح وحب العطاء الذي استقيناه من هذا الوطن المعطاء، تذكرت بداية عملي في وزارة المواصلات في عهد الملك فيصل يرحمه الله (حينها كان وزير المواصلات الشيخ محمد عمر توفيق الرجل الأديب السياسي، وكان وكيل الوزارة الشيخ حسين منصوري رجل الميدان، والمخطط لقطاع الطرق والموانئ في المملكة، وسعادة الأستاذ/ سليمان محمد الدخيل (خال معالي الدكتور ناصر) -يرحمهم الله- جميعًا) تعلمنا منهم جميعًا حب العمل والإخلاص فيه وعلى أيديهم بدأ العمل في الوزارة بنظام الأسرة الواحدة بكل ما تحمل الأسرة من معانٍ جميلة، واستمر العمل بنفس الطريقة حتى تقاعد معالي الأخ الدكتور ناصر وترك الوزارة…وقد عملت تحت إدارة الدكتور ناصر -يرحمه الله- عندما أصبح وكيلًا للطرق في الوزارة آنذاك..وكان خير المدير تعلمت منه الكثير…وعندما كنت أعمل في الطرق كان يتم تكليفي، ومنذ عهد الملك فيصل -يرحمه الله- للعمل منتدبًا خارج المملكة؛ وخاصه في اليمن وعمان ودول أخرى..وفي تلك الفترة كنت أتلقى منه بعض النصائح والمساعدة.
ثم انتقلت إلى وكالة النقل وكيلًا مساعدًا عندما كان الوزير معالي الشيخ حسين منصوري -يرحمه الله-، ثم استكملت رحلة العمل مع معالي الدكتور ناصر -يرحمه الله- عندما أصبح وزيرًا، واستمريت مع معاليه مدة أربع سنوات تقريبًا ولبلوغي سن التقاعد طلبت التقاعد، وحاول -يرحمه الله- أن أستمر معه ولكن لحالتي الصحية فضلت التقاعد. بعدها بكم شهر تم تعييني عضوًا في مجلس الشوري..لمدة دورتين …وكنت دائمًا على تواصل مع معاليه دائمًا، ومن وفائه قبل وفاته -يرحمه الله- بمدة بسيطة اتصل بي عندما زاره أخونا وصديقنا وزميلنا المشترك الأخ عبد العزيز خضري، وكانت مكالمة مودع.
معالي الدكتور ناصر خلال عملي في الوزارة، وبعد الوزارة وجدت فيه الرجل الصديق الوفي والزميل المخلص والناصح الأمين والكريم، ورجل الميدان حيث ما وضعته تجده …ولا أزكي على الله أحدًا..
طبعًا إنجازاته في الوزارة معروفة للقاصي والداني…وتقلد معاليه شهادات حكومية وعالمية على إنجازاته..

رحمك الله أبا محمد رحمةً واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى