المقالات

ذكاء صناعي.. وتقنيـات حديثة.. وتطبيقات ذكية: لخـدمة ضيـوف الرحمــن في موسم حج هذا العام

ضمن إطار ما يُوليه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – من رعاية بالحرمين الشريفين، ومن عناية واهتمام بخدمة ضيوف الرحمن، وتوجيهاتهما الكريمة – رعاهما الله – بتوفير كل ما يُعينهم على أداء حجهم بسهولة ويسر، وكذلك الاهتمام بالرقي بمجال التعاملات الإلكترونية وحفظ مكانة المملكة في مصاف الدول المُتقدمة، ولدعم مُستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج رؤية السعودية الطموحة 2030، شهدت أعمال الحج مؤخرًا؛ قفزات عالية.. ونقلات كبرى.. وتحولات جذرية، لتتطور مع تطور الزمن والإنسان، ولتصبح اليوم صناعة مُتخصصة، تُقدم باحترافية كبيرة ومهنية عالية، وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، وبسبب الاهتمام بالتوسع في استخدام التقنية بصور كبيرة، وتسخيرها لتحقيق أهداف مُقدمي هذه الخدمات، وللتفاعل مع الحاج والتواصل معه، وذلك قبل القدوم.. وأثناء رحلته الإيمانية.. وبعد أداء مناسك حجه، وحتى عودته لبلاده سالمًا غانمًا بحول الله وقوته.
جميع القطاعات والجهات الحكومية والأهلية والتطوعية، المُختصة وذات العلاقة بأعمال الحج، حققت إنجازات غير مسبوقة في مجالات التقنية، وذلك بتطبيقها في هذا الإطار؛ لكثير من المشروعات الإلكترونية، لتعزيز تجربة مُيسرة وآمنة لضيوف الرحمن، وقطعت أشواطًا كبيرةً في استحداث وتنفيذ المشروعات والأنظمة التقنية العالية المستوى، وفي تطبيق مختلف البرامج الإلكترونية، وذلك ضمن إطار خُططها وأهدافها الإستراتيجية، التي استطاعت من خلالها – وبكل جدارة اقتدار -، أن تُسابق الزمن في مجال استخدام التقنية وتوظيفها بشكل يدعو للفخر والاعتزاز، ولتحقيق مزيد من الإبداع والابتكار، وذلك انطلاقًا من إدراكها العميق لأهمية استخدام وسائل التقنية في تقديم الخدمات، ولإيمانها الراسخ بأهمية التوسع في هذا الجانب، باعتباره ركيزة أساسية للارتقاء بالأداء، وتجويد العمل، وتسريع وتيرته، لتُثمر وتُسهم جهود هذه الجهات جميعًا، الخاصة بتطبيق مفهوم التقنية الإلكترونية وتعميمها في مختلف أعمالها، في دعم جهود المملكة لاحتضان التقنية، وتهيئة البيئة الملائمة لتطويرها، وتوظيفها في مختلف الميادين والقطاعات، وذلك باعتبارها ركيزة أساس من ركائز العمل، حيثُ تُسخر التقنية لدعم مُقدمي الخدمة، ولدعم الخدمة نفسها، وأن تكون في خدمة الحاج، وفي خدمة الوطن.
موسم حج هذا العام 1444هـ، الذي يشهد عودة أعداد الحجاج، إلى ما كانت عليه قبل “جائحة كورونا” التي شهدها العالم في العام 1440هـ الموافق لعام 2019م؛ شهد تباري هذه القطاعات وتنافسها في تسخير كافة إمكاناتها لتوفير الخدمات التقنية، وبأعلى مستويات الجودة لضيوف بيت الله الحرام، ومنها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، التي من جهتها كثفت جهودها، في سبيل تحقيق التمكين الرقمي للجهات الحكومية العاملة في الحج، وتوفير الدعم التقني المُتقدم لها، وتقديم الحلول التقنية، لمُساعدتها في تنفيذ مهامها؛ حيثُ عملت – ومن خلال مركز المعلومات الوطني -، على التجهيز التقني والدعم الفني لـ15 منفذًا، ولمواقع الفرز ومراكز الضبط الأمني، من خلال توفير الأنظمة والخدمات والمُنتجات التقنية، بالإضافة إلى تسخير تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن وتعزيز تجربة ميسرة وآمنة لهم؛ ومنها برنامج (بنان)، وهو عبارة عن جهاز متنقل، يُتيح خدمات التعرف والتحقق من هويات الأفراد عبر سماتهم الحيوية للجهات العاملة في الميدان، لتمكين أتمتة إجراءات إدارة عمليات التحقق من هويات الحشود في المواقع المختلفة، كما يسهم في الاستعلام والتحقق من سجلات السفر والحج، والتحقق من صلاحية التصاريح. كما أتاحت “سدايا” عبر منظومة “توكلنا” عددًا من الخدمات لضيوف الرحمن منها بوابة المناسك، واستعراض بطاقة الحاج، وإتاحة استعراض تصاريح الدخول إلى المشاعر المقدسة للمركبات والأفراد العاملين على الحج بالتعاون مع الأمن العام، فضلًا عن تقديم خدمات أسعفني، ونداء الاستغاثة، وبطاقات التطوع، وخدمات (المصحف الشريف، ومواقيت الصلاة، واتجاه القبلة) عبر تطبيق (توكلنا خدمات).
بدورها؛ أعلنت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية – بصفتها الجهة المُنظمة لقطاع الاتصالات والتقنية في المملكة -، عن جاهزية خططها التشغيلية لقطاع الاتصالات والتقنية للموسم، حيث تمت مضاعفة تجهيزات البنى التحتية لجميع الجهات والقطاعات المُختصة بنسب عالية، وذلك انطلاقًا من سعي “الهيئة” لرفع مستوى كفاءة الخدمات والبنية التحتية وتعزيزها، بالإضافة إلى تحسين تجربة المستخدمين لخدمات “الإنترنت”، وتوفيرها بأعلى مستويات الجودة، وذلك وفقًا لأفضل الممارسات الدولية، ولتقوم بتنفيذ عدد من التجارب، لتوفير الاتصال عبر حلول مبتكرة من الجو والفضاء، لتقدم نماذج فريدة تُساهم في تطور مستويات خدمات الاتصالات، ولتثري السوق بتجارب ناجحة وحلول مستدامة، ولتؤكد بذلك ريادتها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث يعد الاقتصاد الرقمي للمملكة الأسرع نموًا.
بينما أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أكثر من 14 خدمة إلكترونية، منها: “حزمة الحاج الرقمية”، ضمن حملة “حفاوة”، مع توفير العديد من المنصات والتطبيقات الرقمية، كتطبيق “لوامع الأذكار الجامع”، للأذكار والأدعية من القرآن الكريم، والسنة النبوية، وتطبيق “مصحف الحرمين”، برواية حفص عن عاصم، وتطبيق “تروية” الذي يتيح معرفة مواقع خدمات المياه خاصة ماء زمزم وتقديم البلاغات ومتابعتها بـ 7 لغات مختلفة، وتطبيق “تنقل”، وكذلك منصة “منارة الحرمين”، كما تُقدم “الرئاسة” خدمات الترجمة والإرشاد المكاني وإجابة السائلين عبر 51 لغة عالمية من خلال 49 نقطة موزعة بالمسجد الحرام، و23 نقطة لإجابة السائلين في المسجد النبوي، وتوفير جهاز الروبوت التوجيهي للحجاج في المداخل الرئيسية من صحن المطاف، والذي يدعم 11 لغة، كما يوفر برنامج “ريادة ووفادة”، ومبادرة “حفاوة”، استقبالات حافلة لضيوف الرحمن عند القدوم.
من جهتها، جندت وزارة الحج والعمرة، كل طاقتها وكثفت إجراءاتها الإلكترونية وبرامجها التقنية كافة لخدمة ضيوف الرحمن والتسهيل عليهم لأداء المناسك، حيث تقدم “الوزارة”؛ كثير من الخدمات الإلكترونية عن طريق تطبيقات الأجهزة الذكية، والتي من أهمها: (خدمات الحج، وخدمات العمرة، ومناسكنا، وتطبيق قراءة أساور الحجاج والمعتمرين)، ومن أبرز تطبيقات الحج الذكي: تطبيق “ترجمان”، وهو تطبيق لترجمة لافتات التعليمات للحجاج غير الناطقين باللغة العربية من دون استخدام الإنترنت، وتطبيق “محدد الحج والعمرة الملاحي”، وأيضًا تطبيقات: (المقصد، ومناسكنا، وتروية، وصحة، وأسعفني، وكلنا أمن، وفزعة، والمطوف، وهداج، ونعناع، وكريم، ومرسول، والحرمين، ووطني، وخطبة عرفات)، وغيرها من تطبيقات.
هذا غيض من فيض ما تم توفيره لحجاج بيت الله العتيق من خدمات تقنية، والتي يصعب تعدادها وحصرها. وفي الختام؛ أسأل الله العلي القدير، أن يحفظ قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – وأن يؤدي ضيوف الرحمن من الحُجاج نسكهم بكل سهولة ويسر، وفي أجواء من الروحانية والطمأنينة والأمن والأمان، الذي تحرص جميع القطاعات على توفيره لهم، من خلال ما سخرته من منظومة متطورة من الخِدمات والتجهيزات الصحية والأمنية والمدنية، وبقدرات وكفاءات سعودية متميزة.

* المُلحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا ودول الإشراف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى