المقالات

المملكة.. وشرف خدمة ضيوف الرحمن

لقد اختصنا الله دون الآخرين من الناس بهذه الشعيرة التي هي رُكن من أركان الإسلام؛ وسخرنا دون غيرنا تشريفًا لنا باستقبال وخدمة القاصدين والآتين من كل فج عميق؛ ليشهدوا منافع لهم على صعيد أراضينا المُقدسة.. وها نحن جميعًا على مقرُبة من الموعد الذي حدده الله – جل في عُلاه- فقد تضافرت الجهود وتسابقت الاستعدادات، وتقلدت النفوس أوسِمة الشرف، فالكل هنا لك خادمٌ يا قاصد بيت الله الحرام، وجميع أجهزة الدولة بدون استثناء مُستنفرةٌ لخدمتك وتأمين سلامتك وراحتك، وتلبية احتياجاتك أيها الضيف الكريم.
وتمضي بنا اللحظات سراعًا إلى اللحظة الموعودة التي سيقف فيها ضيوف الرحمن على صعيد عرفات الطاهر مُلبين لربهم حامدين شكرين ما أنعم به عليهم من تمكينهم لأداء مناسك الحج في أجواء عامرة بالرحمة والمغفرة والرعاية، والعناية من رُعاة الحرمين الشريفين والأراضي المُقدسة.. حكومةً بكل قطاعاتها وشعبًا بكل فئاته.. محاطين بالأمن والأمان وكرم الضيافة من القائمين على خدماتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بعد إتمام نسكهم ) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (آل عمران: 74)، فاللهم لك الحمد ولك الشكر حتى ترضى، ولك الحمد ولك الشكر إذا رضيت، ولك الحمد ولك الشكر بعد الرضا، ولك الحمد ولك الشكر في كل وقتٍ وحين، ولك الحمد ولك الشكر على كُل حال ..!
بيَّض الله الوجوه الخيرة على ما بُذلت وتبذل من الفكر والتخطيط والعمل والمُتابعة والتنفيذ لإنجاح المُهمة بتميزٍ يتألقُ في آفاق الحياة ويُسطر في الأذهان الذكرى العطرة للرحلة المُباركة، علمًا بأنه لا يخفى على القاصي والداني ما بذلته وتبذله المملكة العربية السعودية منذُ نشأتها على يد المؤسس – رحمه الله- وأبنائه من بعده، ويتجلى في السنوات الأخيرة ما وصلنا إليه، ولا زلنا نطمح في الوصول إلى المزيد من الخدمات لضيوف بيت الله الحرام. بارك الله في جهود الجميع وجعلها في موازين حسناتهم، وأدام الله عِزك يا وطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى