تتخذ تجارب المملكة في إدارة الحج والحشود نموذجًا عالميًا رائدًا يُحتذى ويُدرّس؛ حيث قد وضعت الاستراتيجيات التي ساهمت في نجاح مواسم الحج بشهادة الجميع، تستحدث المملكة بجاهزية تامة لإدارة الأزمات غير المتوقعة، وهو ما يعكس ريادتها العالمية في هذا المجال، وتوفر المملكة خدمات جبارة للحجاج، مهديةً لهم البيئة المناسبة لأداء الفرائض الدينية والتفرغ الكامل للعبادة، بالفعل أظهرت المملكة قدرتها الفريدة على التعامل مع الأزمات كما هو الحال في إدارتها لأزمة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم.
تعتبر هذه الإجراءات دليلًا قاطعًا على تفاني المملكة في حماية سلامة ضيوف الرحمن وحفظ أمنهم، وامتدت المملكة العربية السعودية على أن يكون الحج تجربة مثالية وآمنة للحجاج، وهذا يتطلب تنفيذ استراتيجيات مبتكرة ومعايير عالمية في إدارة الحشود تستخدم المملكة أحدث التقنيات والأجهزة الذكية لتعقب وتنظيم الحشود وضمان تدفق سلس للمصلين والحجاج في المشاعر المقدسة، وتتميز المرافق الحجاجية بتجهيزات حديثة ومرافق طبية متطورة تستوعب الأعداد الهائلة للحجاج. كما تضمن الخطط الاحترازية توفير الرعاية الطبية العاجلة والوقاية من الأمراض لضمان سلامة الحجاج، تأتي ريادة المملكة في إدارة الحج والحشود بالرغم من كل التحديات المتعلقة بالحفاظ على أمن المشعر الحرام وتأكيد السلامة العامة للحجاج، ومع ذلك فإن المملكة تستمر في تقديم نموذج رائد يلهم العديد من الدول حول العالم في تطوير استراتيجياتها الخاصة بإدارة الحج والحشود، ومن الأمور الهامة التي تمتاز بها المملكة في هذا السياق هو الحفاظ على سمات الوحدة والعقيدة التي تجمع المسلمين جميعًا، بدون التفرقة بينهم لذلك؛ فإن المملكة ترفض بشدة أن يتحوَّل هذه المناسك العظيمة إلى مجرد أداة لتحقيق أهداف سياسية أو لإثارة خلافات مذهبية، إن تأسيس الحج على المسلمين كافة دون تفرقة هو توجيه من الله تعالى، وتعكس إرادة المملكة العربية السعودية في الحفاظ على عُمق الشعيرة وعظمتها، فلا يمكن إنكار أن ريادة المملكة وازدهارها في إدارة الحج تُثير حسد الأعداء وجذبهم لتسييس هذا الحدث الديني العظيم في كل عام، ومع ذلك، فإن التزام المملكة بأمن وسلامة الحجاج يظل أمرًا غير قابل للتفاوض.
