ما إن ينتهي حج حتى يبدأ استعداد الدولة_وفقها الله_ لحج قادم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبإشراف مباشر من ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان فتبدأ مسؤوليات ومهام الحج في الحال للوزارات المعنية: وزارة الداخلية، ووزارة الحج، ووزارة الصحة، والرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، والجهات الحكومية المشاركة، إضافة إلى المؤسسات الأخرى ذات العلاقة وهي جميعها تشهد تناغم وتكامل فيما بينها؛ لتقديم الخدمات الشاملة للحجاج فالجهات الأمنية تبذل جهوداً مكثفة؛ لتوفير الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام، والجهات الصحية توفر الكادر الإداري والطبي؛ لخدمة المرضى من خلال المستشفيات الثابتة والمتنقلة وتقديم العلاج اللازم، إضافة إلى جهود وزارة الحج الموفقة وهيئة الهلال الأحمر السعودي، وهناك الجهود المبذولة من رئاسة الحرمين الشريفين في تهيئة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف؛ لأداء المناسك الشرعية، ووزارة النقل عبر شبكة الطرق الحديثة، وأمانة العاصمة المقدسة في تقديم الخدمات البلدية على مدار الساعة، إلى مختلف الجهود الجبارة من الجهات الرسمية والمؤسسات المعنية بخدمة الحجيج.
وتمضي هذه الجهود بتوفيق الله تعالى إلى أن تتحقق الأهداف المرسومة لها في كل موسم حج بهمة وعزم فالجميع يدرك مدى أهمية تقديم الخدمات لضيوف بيت الله الحرام بحرص وبدقة ولذلك نجد وبفضل الله أن التحديات الموجودة في مختلف المواقع من الممكن تجاوزها بسهولة؛ نظراً للإمكانيات المتاحة من القيادة الرشيدة، وللخبرة الكبيرة التي يمتلكها أبناء هذا الوطن المعطاء ليس من خلال سنوات ممتدة بل من خلال عقود بعيدة وباحترافية كبيرة، ومهنية عالية وهذا هو الواقع المشاهد بكامل صوره. ولا نكاد نرى موقعاً من المواقع إلا وقد شملته الخدمات المتميزة، بل أن هذه الخدمات تجاوزت هذه البلاد المباركة لتصل إلى مقر عدد من الدول الاسلامية من خلال مبادرة جميلة لوزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن التابع لبرامج رؤية المملكة 2030 وهي مبادرة: “طريق مكة” فشاهدنا بتوفيق الله سبحانه تطبيق هذه المبادرة والتي انطلقت قبل ستة أعوام وتحديداً في العام 2017 م واستفاد منها مئات الآلاف من الحجاج مما أضفى المزيد من السهولة والراحة وجودة الخدمة للحجاج.
إن من الجميل أن هذه الجهود العظيمة كانت ولاتزال تتميز بأداء عالٍ، وتفانٍ واضح في المجالات كافة لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد ممن ضلت عقولهم، وعُميت أبصارهم وهذا للأسف الشديد ليس بمستغرب عليهم: فهم في كل موسم حج اعتادوا بعث أسوأ عبارات التشويه، والتشكيك في إمكانية نجاح الحج، ولكن الكثير من المنصفين يدركون مدى حجم الخدمات المقدمة ويقدرونها، بل ويشهدون بطبيعة الحال على النجاحات المتتالية في كل عام، وعلى تزايد المشاريع التنموية، والمهارة الفائقة في إدارة الحشود وهذا بتوفيق الله ثم بالرغبة الأكيدة من القيادة الرشيدة في تقديم كل ما يمكن تقديمه لحجاج بيت الله الحرام عبر القطاعات الحكومية والخدمية على حد سواء. كل دعواتنا الصادقة لضيوف الرحمن في حج هذا العام قبول صالح الأعمال وسط أجواء روحانية عامرة بذكر الله سبحانه، والعودة إلى بلادهم وهم في أتم صحة وعافية، وكل حج والجميع بخير وسلامة.