جهود جبارة تُبذل سنويًا لخدمة ضيوف الرحمن دون كلل أو ملل من جميع الجهات المشاركة في القطاعين العام والخاص والمؤسسات غير الربحية؛ لتوفير أقصى درجات الأمن والأمان والراحة والاطمئنان، نسأل الله أن يُكلل جهود القائمين عليها بالنجاح، وأن يتقبل من الحجاج حجهم وسائر أعمالهم، وأن يردهم إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين.
حج هذا العام تميز عن الأعوام السابقة لعدة أسباب يأتي في مقدمتها حرص الدولة -رعاها الله- ممثلة في ولاة الأمر -حفظهم الله- على تقييم الأداء بعد كل مناسبة، ولا شك أن لجنة الحج المركزية تتولى هذا الملف بعناية فائقة، وقبل أن ينتهي شهر ذو الحجة كل عام تنعقد لجنة الحج المركزية برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة لمناقشة الإيجابيات والسلبيات والدروس المستفادة، وترفع للجنة الحج العُليا لتدخل حيز التنفيذ قبل بداية موسم الحج القادم.
ولا بد من الإشارة إلى أنه بلغ عدد حجاج هذا العام حتى الآن أكثر من مليون و ٨٤٥ ألف. حاج، وهو أعلى رقم سجل منذ سنوات، ونسأل الله تعالى أن ين عليهم بالأمن والأمان، وأن يكملوا مناسكهم في كل يسر وسهولة وصحة وعافية…
وفي حج هذا العام تمَّت الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع من الأعوام الماضية؛ حيث الأسورة الذكية والبطاقات الممغنطة والحافلات ذاتية القيادة، وربوترات توزيع مياه زمزم وربوترات مكافحة الحشرات، وتلطيف الأجواء داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، أيضًا تم استحداث المرشد الآلي والشاشات التفاعلية لإرشاد الحاج والمعتمر والزائر.
ولو ألقينا نظرة سريعة على مشعر منى، وما شمله من منشآت لسكن الحجاج وراحتهم وطرق لسيرهم راكبين وراجلين وقطار مشاعر وجسر جمرات متعدد الأدوار ومستشفيات متطورة وغيرها من الخدمات التي دفعت عليها الدولة المليارات، وسخرت لها كافة الإمكانيات من أجل إقامة الحجاج في ذلك المشعر لمدة لا تتجاوز الخمسة أيام بسكينة واطمئنان دون فضلٍ من أحد أو مِنّةٍ على أحد.
كذلك الحرم الشريف، وما شمله من توسعة وتطوير وربوترات وتجهيزات لوجيستية تأتي غيض من فيض مما يقدم من خدمات، ويحدث من تطورات على مدار الساعة.
أيضًا المسجد النبوي الشريف، وما تم استحداثه من تجهيزات لراحة الزوار تفوق الوصف، وتحتاج إلى مجلدات، ولا ننسى قطار الحرمين وما يقدمه من خدمات جليلة لنقل الحاج والمعتمر ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ مرورًا بمطار الملك عبد العزيز الدولي.
الجدير بالذكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وجريًا على العادة السنوية تستضيف آلاف الحجاج من ذوي الشهداء والمصابين في الكوارث والحروب من جميع دول العالم؛ بالإضافة إلى أن أي حاج أو معتمر يؤدي الفريضة لأول مرة تصدر تأشيرته لتلك الشعيرة بالمجان.
أيضًا لا بد من الإشارة إلى الدور الإنساني الذي يقوم به منسوبو كافة القطاعات الخدمية في مساعدة كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة طمعًا فيما عند الله.
ختامًا.. هذه المناسبة العظيمة تستنفر فيها كافة القطاعات الخدمية طاقتها ليس في المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة فقط بل في جميع منافذ المملكة شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا وفق منظومة عمل تقنية محكمة متناغمة لم تغفل جانبًا من جوانب جودة الحياة أو تحقيق الأمن، ولو أردنا استعراض كافة الجهود المقدمة لراحة الحجاج؛ لأصبحت الحاجة ملحة إلى مجلدات لكن يكفي من السوار ما أحاط بالمعصم، ونؤكد أن الاستعداد للحج متميز بكل المقاييس.
– كاتب رأي ومستشار أمني
شكرا لك تكلمت بالواقع الله يوفقك