في ليلة مطيرة من ليالي الباحة ( 44 ) ضمن نشاط الصيف ووسط حضور نخبوي من المثقفين من الجنسين وفي إطار نشاط جمعية الثقافة والفنون برئاسة التربوي الشاعر علي بن خميس البيضاني شهد مسرح أمانة منطقة الباحة مسرحية بعنوان ” الغريب يعود ” وتشرفت بالحضور بدعوة كريمة من الصديق الإعلامي عمر الغامدي ، المسرحية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل الحماس والتشجيع الذي يجده الشباب والفتيات وحتى الأطفال من المبدعين في مجال الفنون والمسرح من الجمعية ، لعل ما قدم في هذه المسرحية يكون انطلاقة لمواهب جديدة كالتي شهدناها على خشبة مسرح الأمانة التي تعاونت مع الجمعية في هذا النشاط.
المسرحية من تأليف وإخراج الإعلامي ” عمر آل جميع “وتمثيل مجموعة من الشباب واسطة عقدهم كانت فتاة إنها ” ريم الغامدي ” التي اقتحمت المسرح بقوة حفظ وأداء رائع ولأول مرة تبدأ التمثيل ولم تتعثر في أدائها للدور الذي كانت تمثل فيه شخصية المرأة الشابة مع رب الأسرة الذي مثل دوره الشاب جمعان مسفر حيّان إلى جانب شخصيات ظهرت بطلاقة أمثال الشاب مداوس ابن الكاتب الصحفي الإعلامي المعروف الزميل الدكتور علي الرباعي ووليد الغامدي وحسن المالكي وجمعان الزهراني ومحمد الحارثي وعبد الجبار الزهراني والنجمة الصغيرة الطفلة ريفان الغامدي التي جمعت في دورها بين التمثيل والغناء بصوت جميل وطلاقة محيّا أمام الجمهور .
قبل أن نلج في أحداث المسرحية من حيث الهدف نشير إلى البداية التي قدم لها الإعلامي الكاتب المسرحي ناصر العمري حيث قدم للحضور العازفة الكفيفة ” ريتاج الزهراني ” التي بدأت الدخول – وهي تمارس العزف على آلة الأورج – بالسلام الملكي ووصلات غنائية موسيقية عن الوطن وجدت تشجيعا من والدها ووالدتها اللذان حضرا معها ومن الجمهور الذي تفاعل مع أدائها الجميل حيث انتىهت فقرتها ودورها بتكريمها من قبل رئيس الجمعية فيما قدم لها أحد المسؤولين بجمعية محافظة القرى الثقافية دعما عبارة عن نظام صوتي متخصص يساعدها في تسجيل مقطوعاتها الموسيقية ووُعدت بتكريم لاحق من الجمعية وتكريم آخر من الأستاذ محمد حسين الغامدي مدير ميدان الفروسية بمنطقة الباحة بالعقيق في أول حفل يقام للفروسية خلال الأسابيع القادمة .
نعود للمسرحية التي كانت تدور فصولها حول الأسرة وبعض معاناة المرأة في ظل كفاءتها في المنزل والعمل ومشاركتها في التنمية الشاملة وتمكينها من هذا الدور الريادي القيادي والتربوي وفق مؤهلاتها التعليمية وخبراتها في ظل دعم الدولة ودعم رؤية عراب الرؤية السعودية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حتى أصبحت نائبة وزير في المسرحية بعد أن كان جمعان الذي مثل دور رب الأسرة يحارب من أجل أن تبقى في البيت في ظل نصائح صديقه الشاب مداوس الرباعي الذي مثل دور المتشدد فكان يحرضه بعدم تمكينها من الخروج للعمل ولكن” ريم الغامدي ” التي مثلت دور المرأة الشابة المتعلمة المؤهلة من أرقى الجامعات كانت تتطلع للمستقبل لتعين رب الأسرة وتتسنم وظيفة مرموقة أخضعت رب الأسرة للانقياد والموافقة على أن تعمل وتحقق آمالها وأحلامها دون الإخلال بواجبتها الأسرية والاجتماعية والذي بارك لها في نهاية المسرحية بعملها كنائبة وزير وانتهت المسرحية بأغنية وطنية عن السعودية كوطن والباحة كمصيف قام الحضور بالمشاركة مع الفنانة الطفلة ريفان الغامدي بحركات تتماشى ولحن الأغنية القريب من العرضة الشعبية بالباحة .
انعطاف قلم :
الباحة تستقبل يوميا آلاف السياح والعائدين من أبنائها من أمهات المدن والحقيقة أن الجهات الحكومية وتحت توجيهات سمو أمير المنطقة ووكيل الإمارة وجميع مدراء القطاعات الأمنية والمدنية يبذلون جهودا لخدمة السياحة في ظل الأمطار اليومية التي تشهدها المنطقة ومحافظاتها واعتدال الجو وتوفر أماكن التنزه وفي ظل منظومة الخدمات التي يحتاجها السياح ويبقى هاجس الجميع إعادة الروح لفندق قصر الباحة وبناء فنادق تستوعب هذا العدد إذ يقدر عدد السكان في صيف الباحة بين مقيم وزائر أكثر من مليون نسمة .
صديقي الغالي الدكتور عبدالله غريب اقول هنا : ( لا عذر بعد عروس ) فماذا لعلي أقول عن هذا الحراك المسرحي الاجتماعي بأن المسرح بلا تفاعل مجتمعي كمن يغني في الصحراء، والمسرح بلا أثر مجتمعي لا يتحقق له الحضور ولا تتحقق له الاستدامة، وعلينا أن نحرك المسرح المجتمعي مثلما درسناه في تخصصنا ( لغة عربية ) في الجامعة وتجسيده وتسخيره في المجتمع خاصة اذا كان هذا المجتمع يعتبر واجهه سياحية كالباحة .
فما ينتجه المسرح له قيمة تسويقية اجتماعية سياحية للمنطقة وله الأثر الباقي الذي سيحيى به المسرح في برامج صيف الباحة في الاعوام القادمة وتكون الاستدامة المشرقة للمسرح في الباحة .
والفنون المسرحية مثلما درسناها بحكم تخصصنا وايضا الدورات التي اخذناها في البرامج والانشطة ودورات الالقاء والخطابة ومسارح الاطفال تعتبر نبع ثقافي وأرث تاريخي وتأثير اجتماعي …
تمتم بود وحب وتقدير ،،،
محبكم الإعلامي : محمد أحمد قرهم