هل أسرّك منظر الحجاج وهم يتوافدون كالسيل إلى المشاعر المقدسة بكل سلاسة وأريحية؟ هل علقت بذهنك صورة رجل الأمن الذي يقود كفيفة داخل صحن المطاف؟ هل ثبت في لُبّك قوة التنظيم وإدارة الحشود الكبيرة في كل شبر من مكة المكرمة؟ هل تتخيَّل كيف يتم تنظيم هذا الحدث العظيم بكفاءة وأمان؟
الحمدلله؛ كل هذا هو نتاج خطط وتراكم خبرات منذ أن شرفنا الله بخدمة ضيوف الرحمن. فهنا يقف سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العُليا على جاهزية قوات الأمن، التي تضم قرابة 100 ألف رجل وامرأة، لضمان سير الحج بسلام وأمان، وفي منظر بهي تقف المنتسبات (النساء) لقوات الأمن بجانب إخوانهم من رجال الأمن في القطاعات الأمنية والصحية المختلفة؛ بهدف خدمة ضيوف الرحمن، وفي مشعر عرفات تجد رئاسة الحرمين الشريفين تستعد لترجمة خطبة يوم الحج الأعظم لأكثر من ١٥ لغة عالمية لتصل إلى أكثر من ٤٠٠ مليون مسلم ومسلمة حول العالم، وأينما تشيح بناظريك تجد صورة تُعبر عن ألف كلمة تصف لك قوة السعودية بمختلف قطاعاتها في خدمة ضيوف الله وحجاج بيته العتيق.
ولا نغفل دور الإعلام بمختلف وسائله الذي يرنو دائمًا إلى إيصال الرسالة لكافة أنحاء العالم ليفخر بمنجزات أبناء وبنات الوطن المعطاء. فنرى الإعلام “كعدسة” تلتقط جوانب الجمال والروحانية في رحلة ضيوف الرحمن، أو “كصوت” ينشر رسالة السلام والتآخي بين المسلمين من كل أصول وألوان. فهو يقدم بث على مدار الساعة من القناة الأولى معنون تحت عنوان (بسلام آمنين)؛ ليطمئن أحبة الحجاج في مختلف بقاع الأرض بأن أحبتهم في أيدٍ أمينة.
كل هذا يتم العمل عليه من منتصف شهر محرم- من كل عام – تقريبًا للوقوف على استعدادات كافة الوزارات والقطاعات التي تتكامل وتتشارك في إنجاح موسم الحج الذي نفخر فيه نحن كسعوديين ونتباهى به أمام العالم. فخدمة الحجاج هي شرف عظيم ومسؤولية كبيرة تتطلب التعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية، والمملكة تسعى دائمًا لتطوير منظومة الحج والعمرة؛ لتحقيق رضا ضيوف الرحمن وتسهيل مناسكهم.
رائد جابر الزهراني
محاضر الإعلام في جامعة الملك فيصل